الحقيقة الواضحة في لعبة كرة القدم هي أن عمر اللاعب يلعب دوراً مهماً في أدائه مهما كان ماضيه وإنجازاته، فمع تقدم العمر يبدأ العطاء يقل وخصائص الجسم البدنية تتراجع، ولا أعتقد أن بعد عمر (الخمسة والثلاثين) عاماً سيكون هناك تميز خارق لأي لاعب كرة قدم، لكن تبقى بعض التفاصيل التي يمكن استثناؤها في سبيل تحقيق الفائدة القصوى من وجود بعض اللاعبين الذين عبروا هذا العمر؛ من خلال استثمار خبرتهم في الملاعب، وتوظيفهم التوظيف المناسب داخل الملعب، حتى يمكن الاستفادة الفنية منهم، ويكون لهم مردود إيجابي على الفريق.
نجوم كثيرة في هذا العالم لا يشعرون بعامل السن وتقدمه؛ وبالتالي هم لا يفكرون في الاعتزال، ويرفضون مجرد التفكير في تلك اللحظة، وينشط عندهم حب البقاء، والدافع لهذا البقاء من خلال زيادة فترة العمل والتدريبات، لعل هذا الشيء يعوض كبر السن، هذا الإحساس موجود عند الكثيرين حول العالم، والأمثلة كثيرة يصعب حصرها…، لكن يبقى الأسطورة «كريستيانو رونالدو» مثالاً حياً يعيش أمامنا الآن في ملاعبنا، مهما قلنا عنه يبقى الكلام قليلاً في وصف موهبته الخارقة -إن جاز التعبير- لكن في النهاية هو إنسان سيتأثر بعامل السن، وسيتضح ذلك جيداً مع الوقت، وقد تكشف المباريات الكبيرة فنياً هذا الجانب من مسيرة اللاعب؛ لذلك من المهم أن يعمل مدرب النصر البرتغالي «لويس كاسترو» على الاستفادة من «كريستيانو» بالطريقة التي تناسب عمره، بمعنى -ومن وجهة نظري-: لو انحصر أداء «كريستيانو رونالدو» داخل منطقة الجزاء للمنافسين دون أن يسمح له بالجري في المساحات الكبيرة، والاستفادة بالقدر الكافي من بعض الميزات، التي يملكها لحظة التسجيل وما قبلها، دون أن نهمل بعض المهارات الفردية الخاصة به، كطريقة تسديد الكرات الثابتة، والارتقاء العالي في الكرات الهوائية، وهذا قد يكون أنسب حل له في الموسم القادم، فمنافسات الملعب وصراعاته في الموسم القادم صعبة في ظل هذا التحول الفني الكبير في الاستقطابات، أنا لا أقول إن «رونالدو» لن يكون مفيداً، لكن في نفس الوقت يجب أن يدرك مدرب الفريق حجم الفائدة المرجوة منه، وقد اتضح هذا الأمر في كثير من اللقطات من مباراة (النصر وباريس سان جيرمان)، قد يقدم «رونالدو» الشوط الأول مستوى رائعاً، لكن بكل تأكيد لن تمتد هذه الروعة لكل وقت الشوط الثاني؛ لذلك من المهم تجهيز بديل مناسب له يملك مواصفات فنية جيدة، يغطي لحظة خروجه من الملعب. قد يغضب البعض من هذا الرأي، لكنها الحقيقة التي يجب أن يعد لها المدرب الحلول المناسبة لموسم طويل.
ودمتم بخير،،