طبعاً مؤلفات الطيران باللغة الإنجليزية كثيرة، وفيها ثراء علمي وثقافي جميل، بينما الكتب العربية الجيدة هي غالباً مترجمة، ويحزّ في نفسي أن أقول إن المؤلفات العربية المميزة قليلة جداً فأغلب الإصدارات تطغى عليها التجربة الذاتية واللغة السهلة والتقليد دون الغوص في ثقافة الصناعة أو امتداد تأثيراتها، وإن كان أصحابها يشكرون على محاولة غرس البذور في الأرض اليباس.
في نظري يقع جزء من المسؤولية على المؤسسات المعنية بالطيران سواء الرسمية أو الشركات الناقلة أو الجهات ذات العلاقة، فمجال الطيران يحتاج إلى التوثيق والتثقيف والنشر، ومؤسف أن يكون لدينا كل هذا التاريخ وكل هذه المساحة والأهمية والإنجازات والطموحات والكفاءات؛ ثم لا يزال الكتاب المتعلق بهذا الإرث شحيحاً أو شاحباً.
في هذا الإطار، أتذكر أنني قرأت قبل عامين عن مبادرة قامت بها الخطوط السعودية لدعم النشر في مجال الطيران من خلال توثيق تجارب بعض منسوبيها ولا أدري إلى أين وصلت هذه المبادرة؟!
المؤكد أن المهتمين في مجال الطيران يتطلعون إلى مساهمة جهات أخرى كالهيئة العامة للطيران المدني وشركة الملاحة الجوية السعودية وأرامكو والمطارات وجامعة الأمير سلطان والأكاديميات الموجودة؛ لتشجيع النشر والمساهمة في دعمه، ومثلما تغيب كتب الطيران عن معارض الكتب تغيب أيضاً الأنشطة المصاحبة من محاضرات أو ندوات رغم أن مجال الطيران واحد من أكثر المجالات تماساً مع حياة الناس والسفر والسياحة والحراك الاجتماعي بكافة امتداداته واهتماماته.
ختاماً.. يسألني أحياناً (بحكم حبي للكتب) بعض الزملاء المهتمين عن أفضل كتب الطيران وأقول عن أن تجربة: من أفضل كتب الطيران كتاب (من الجمل إلى الطائرة) لمؤلفه حمزة الدباغ رحمه الله، وكتاب (أسرار قمرة القيادة) المترجم إلى ثماني لغات، من إصدارات الدار العربية، وأيضا كتاب (علم نفس الطيران والعوامل البشرية) ترجمة الدكتور هشام العسلي من إصدارات «دار جامعة الملك سعود للنشر» التي تشكر على هذا الإصدار القيّم، وأتمنى أن تحذو حذوها بقية الجهات (العلمية أو المختصة).