وعلى سبيل المثال فكرة إنسان واحد ساهمت في انتشال ملايين من الفقر ومنعهم من الهجرة وهي فكرة بنك يقرض الفقراء (بنك جرامين) للدكتور محمد يونس ويقرض حتى الشحاذين ليبدأوا عملاً تجارياً، وانتشرت فروعه في أنحاء العالم حتى وصل أمريكا، ونال عنه جائزة نوبل 2006. ويمكن أيضاً الاستفادة من تجربة الصين مع البلدان الفقيرة، حيث تقوم الصين بإقراضهم مقابل أن تنفق تلك الدول القروض بالتعاقد مع الشركات الصينية لإقامة المشاريع التنموية، بينما المؤسسات الاقتصادية والنقدية الدولية شروطها مقابل القروض تتمثل في رفع الدعم الاقتصادي الحكومي وخصخصة كل المؤسسات الحكومية؛ أي إلغاء مجانية الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والدعم الاجتماعي وتحميل المواطنين المزيد من الأعباء المالية المتمثلة في الضرائب والرسوم والغلاء؛ لأجل خدمة الديون الدولية؛ أي سداد الربا المتصاعد عليها، وهذا السبب الأساسي لإفقار الشعوب واضطرارهم إلى الهجرة، فليس من المنطقي استمرار ثلة الخبراء الاقتصاديين الغربيين الذين يعيشون في برج عاجٍ فرض سياسات تؤدي للثورات والإرهاب والحروب ومقتل عشرات الآلاف سنوياً بالهجرة غير الشرعية دون تدخل من حكومات الدول المتضررة لتصحيح نظريتهم الاقتصادية التي ثبت فشلها الكارثي.