•• •• ••
حين ندرك يقيناً أن «الاختلاف» بيننا طبيعة بشرية وثراء وتنوع؛ سوف نترك أثراً إيجابياً في حياتنا وتعاملاتنا مع من حولنا.. وعندما يتصرف أحدنا مع الناس بأنانية عبر مفهوم «مركزية الذات» المنكود؛ سينكب على عالمه الخاص الداخلي، ولن يعيش مع الواقع.. فمن يكسر مقامات الناس ويستشري بوقاحته وحماقته، فإنه يُفشي آلماً في نفوسهم، ويملأ حياتهم إرهاقاً، ويستهلك أرواحهم بتعب يفوق طاقتهم.
•• •• ••
بين غياب الوعي المتلحف بقلة عقل، واهتزاز الواقع المختلط بتغير الأخلاقيات؛ يسبح بعضنا في جهالة عاتية لا تبقي ولا تذر.. وبين تسرُّب «الوقاحة» في أوقات غريبة، وتسلل «الحماقة» وإن كانت بسيطة؛ تقترب حياتنا من نهايتها بزَنَد نار لن نتدارك أمده.. وبين نظمنا قصائد كافية من الأنين، وإطلالة يومية لصبح جميل يغزونا؛ نشتاق لرائحة حلم اسمه «الفرح» ننقشه على أحجار حياتنا.
•• •• ••
في الابتعاد عن الصهيل المعلَّب لأصحاب هذا الوباء الخسيس؛ علاج لكسورنا المتناثرة، ومنح أنفسنا حق العيش براحة حتى آخر العُمر.. ومن يعش حياة هادئة بهجر أولئك المازخيين المتلذذين بالآم الناس؛ لن يعد شيئاً يزعجه مهما كان نوعه من عبيد التفاهة.. أما من يسجل خوفاً بطعم الحياة من أولئك المستعبدين للناس؛ فلن يرى إلا أجزاء زفرات متناثرة تخرج من صدره النقي.
•• •• ••
عند كلام عباس العقاد: «في حياتنا البشر كالحروف»؛ فيصنِّف أنواع الناس، من يستحق الرفع، أو النصب، أو الضم، أو الكسر.. وأولئك المتقافزين الباقين على زمن القرود، الساديين في المعايير والموازين، المنعدمين من القيم والمُثُل؛ فهم دراويش يحيون في غابة الشيطان.. فإذا منحنا قيمة لهؤلاء المرضى، وتحملنا لوعاتهم بالبكاء في العتمة؛ فسيتمددون في ممرات حياتنا وطرقها كما يتمدد الثعبان في الرمل.