يقول المؤلف في الصفحة 41 من كتابه، تأسيساً على كلام المؤرخ البحريني بشار الحادي، أن آل فخرو ينحدرون من قبيلة بني تميم النجدية، وأنهم مثل غيرهم تركوا منازلهم في نجد في أواخر القرن الـ17 بسبب المجاعة، وعبروا الصحراء والبحر للاستقرار في بلدة «ديلم» إلى الغرب من ميناء بوشهر الإيراني، كما أنهم سكنوا لاحقاً ميناء لنجة حاضرة العرب على الضفة الفارسية للخليج، وأنه، في هذا الميناء الذي كانت البواخر والسفن الشراعية تأتيها وتغادرها من وإلى مشيخات الخليج والهند وأفريقيا، برز اسم آل فخرو كعائلة تجارية معروفة ومتنفذة وتحظى بالاحترام بسبب امتلاكها أسطولاً من السفن واتجارها مع الهند وأفريقيا ومعظم مناطق شبه الجزيرة العربية.
وبعد أن ثبتوا أقدامهم تجارياً في لنجة وذاع صيتهم في موانئ أخرى نزحوا إلى جنوب وغرب الخليج كتجار وأرباب أعمال مع البدايات المبكرة للقرن الـ19، ليستقر البعض منهم في البحرين والبعض الآخر في قطر. وبسبب تحركاتهم ما بين ضفتي الخليج صنفوا ضمن من يطلق عليهم «الهولة»، وهي تسمية تشير إلى القبائل العربية التي نزحت في فترات مختلفة ولأسباب اقتصادية من قلب الجزيرة العربية إلى ساحل الخليج ثم عادت أدراجها إلى مواطنها الأصلية، هرباً من قرارات فارسية جائرة طالت عقيدتهم وثقافتهم وتجارتهم وحياتهم بصفة عامة.
درس جد العائلة الأكبر عبدالرحمن بن عبدالله فخرو، كمعظم مجايليه في الكتاتيب التقليدية، وحينما شب ذهب للعمل بميناء الجبيل السعودي، لكنه سرعان ما عاد إلى البحرين بسبب ازدهار تجارتها، ففتح دكاناً في المحرق لبيع الأرزاق والتمور والخشب وتصديرها إلى موانئ الخليج القريبة. وينقل المؤلف عن عمه علي بن يوسف فخرو، أن الجد عبدالرحمن فخرو لم يكن تاجراً كبيراً بالمقارنة مع ابنه يوسف بدليل أنه لم يكن يملك سوى سفينتين في المحرق ودكاناً متواضعاً.
تزوج الجد عبدالرحمن مرتين: الأولى من زليخة فخري، التي أنجبت له سنة 1871 ولده الوحيد يوسف. والثانية من فتاة من عائلة جمشير البحرينية التي أنجبت له ابنتين توفيتا صغيرتين.
أما يوسف (الجد المباشر للمؤلف)، فقد تزوج ست مرات لكن زيجته الأهم كانت الثانية، حينما اقترن سنة 1904 بحصة بنت يوسف محمد مراد (1893ــ 1951) التي تزوجها وهي في سن الـ11، وعرفت بقوة شخصيتها وتدينها وتفسيرها للقرآن. أنجبت حصة ليوسف 13 من الأبناء، وهم بالترتيب: أحمد ومحمد وفاطمة وأمينة ومريم وعبدالله الأول وموزة وعبدالله الثاني وإبراهيم وشيخة وزكية ولطيفة ومنيرة.
بدأ يوسف تعلم أصول التجارة على يد والده في دكانه على عادة الناس آنذاك في دفع أبنائهم في سن مبكرة للعمل معهم كي يتعلموا أصول المعاملات التجارية. وفي عام 1888 حينما كان في سن الـ17 أعطاه والده عبدالرحمن 300 روبية كرأسمال يبدأ به تجارته الخاصة، فبدأ الرجل في استثمار المبلغ في تجارة الأرز والملح والسكر وغيرها من المواد التموينية. وبسبب شطارته وذكائه، واستغلاله موقع البحرين كمحطة رئيسية مزدهرة لتجارة الترانزيت، سرعان ما برز كتاجر ذي مكانة محترمة في منطقة الخليج وما يليها من مناطق، بل صار تاجراً لديه وكلاء وارتباطات في مختلف الموانئ الرئيسية مثل محمد ثنيان الغانم في البصرة والبسام في بومباي والمرزوق في كراتشي والصقر في مليبار وجاسم شاهين الغانم في عدن، كما أنه زرع أولاده كممثلين ووكلاء له في أكثر من مكان، فمثلاً أوكل في فترة لاحقة إلى ولده محمد مهمة تمثيله في الهند وعبدالله في البصرة وعلي في دبي وعمان.
في بداية مسيرته كان يوسف شريكاً لآخرين من البحرين والكويت في ملكية السفن التجارية، لكنه مع اتساع تجارته ومكانته المالية راح يبني لنفسه سفناً تجارية ضخمة الحمولة مستورداً أخشابها ولوازم صناعتها من الهند، وعاهداً بتصنيعها إلى قلاليف بحرينيين، ومكلفاً نواخذة من البحرين وإيران بتسييرها. وقد استخدم يوسف مراكبه في شراء التمور من البصرة وبيعها في بومباي وكراتشي ومليبار وممباسا وعدن والمكلا، ثم تحميلها في طريق العودة بالمواد الغذائية والأخشاب والزيوت والبهارات والقهوة والشاي والسكر وجوز الهند لبيعها في البحرين من خلال دكاكينه الثلاثة على سيف المحرق وعند باب البحرين في المنامة ومنطقة النعيم بالمنامة.
وعلى طريقة والده، حرص يوسف أن يعلم أولاده أصول التجارة من خلال الممارسة والاحتكاك، حيث جعل ابنه الأكبر أحمد ينخرط معه في عام 1916 في سن الـ11، وفي السنة التالية أرسله إلى الهند بصحبة أحد أصدقائه (علي موسى العمران) لاكتساب الخبرة. لاحقاً في الثلاثينات والأربعينات أرسل يوسف أولاده الآخرين إلى الخارج لإدارة تجارة العائلة، فمثلاً أرسل عبدالله إلى البصرة، ومحمد إلى مليبار بجنوب الهند، وعلي إلى عمان ودبي.
لقد كان يوسف تاجراً ناجحاً تجاوز والده عبدالرحمن لجهة النشاط والتوسع والإثراء. ومما يذكر، أنه حينما كان عبدالرحمن فخرو في أوائل عقده السادس وكان ابنه يوسف في الثلاثينات من عمره، أقدم الأب عبدالرحمن على كتابة وثيقة تنازل بموجبها عن أحد بيتين يملكهما إلى ابنه يوسف، كما أن الأخير جعل والده يمضي على وثيقة أخرى يقر فيها أن كل ما يملكه ابنه يوسف هو من حر ماله واجتهاده الشخصي دفعاً لأي مطالبات من الورثة حينما يُتوفى.
في عام 1917، وبسبب تقارير مغرضة سربتها ضده عائلة تجارية منافسة إلى الوكيل السياسي البريطاني في البحرين، قامت السلطات البريطانية بتفتيش منزل الحاج يوسف عبدالرحمن فخرو، فوجدت ضمن أوراقه ثلاث رسائل موجهة إليه من شاكر أفندي قائد الفيلق العثماني المرابط في قطر، يطلب فيها من فخرو المساعدة بإرسال مواد غذائية ولوازم أخرى بسبب انقطاعها عنهم لعدة أشهر جراء الحصار البحري البريطاني. اتخذ الإنجليز من هذه الرسائل دليلاً على تعاون فخرو مع أعدائهم العثمانيين، فاعتقلوه ونفوه إلى البصرة مع ابن عمه علي راشد فخرو، حيث أقام في البصرة منفياً لمدة 17 يوماً فقط، لأن القائد البريطاني المحلي أمر بإرجاعه إلى البحرين كونه ليس من رعايا بريطانيا وإنما من رعايا البحرين التي لا سلطة لبريطانيا على شؤونها الداخلية.
في أغسطس 1918، شارك يوسف فخرو عدداً من تجار البحرين الكبار في كتابة رسالة إلى الحاكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، يقترحون فيها تأسيس مصرف في البحرين، وهو مشروع لم تكتب له الولادة إلا في عام 1956، حيث كان ولدا يوسف فخرو (أحمد وعبدالله) ضمن رجال أعمال آخرين ممن أطلقوا أول مصرف وطني تحت اسم بنك البحرين (تغير اسمه سنة 1973 إلى بنك البحرين الوطني).
وطبقاً لما ورد في مذكرات مستشار حكومة البحرين سير تشارلز بلغريف، ارتبط يوسف فخرو والمستشار بعلاقات عمل وتعاون وتواصل لخير البحرين، رغم أن تصوراتهما لم تكن دوماً متطابقة. ومما يذكر عن يوسف أيضاً، أنه على الرغم من عدم اشتغاله قط في تجارة وصيد اللؤلؤ، إلا أن محكمة الغوص كانت تحول له بعض القضايا الخلافية للتحكيم بين أطرافها من نواخذة وبحارة، كما أنه كان يباشر حل تلك الخلافات من تلقاء نفسه قبل وصولها إلى المحاكم وذلك من خلال مجلسه العامر المفتوح أمام الملأ للنقاش في الشأن العام وتداول أخبار العالم وقراءة الصحف العربية الواردة للبحرين من البصرة.
من ناحية أخرى، يذكر ليوسف أنه لعب دوراً مهماً في تأسيس بلدية المحرق عام 1929 والإشراف على موظفيها وأعمالها الخدمية. كما كان ضمن رواد التعليم الأوائل الذين ساهموا في اللجنة التأسيسية لإطلاق أول مدرسة نظامية في البلاد سنة 1919، إذ شغل منصب المسؤول المالي الذي أشرف على عملية بناء «مدرسة الهداية الخليفية»، وتجهيزها وتوظيف معلميها ودفع رواتبهم. هذا ناهيك عن حفره الآبار الارتوازية خدمة لعموم الناس.
وحينما دخلت السيارات البحرين كان الحاج يوسف ضمن أوائل من امتلك واحدة منها، وضمن أوائل من تاجر فيها، بل وأول من استورد سيارة من نوع كرايسلر في منتصف عشرينات القرن الـ20. وفي عام 1929 تمكن الرجل من الاستحواذ على وكالة سيارات كرايسلر وبليموث ودودج الأمريكية من رجل الأعمال اللبناني فرانسيس كتانة. وفي 1932 استحوذ على وكالة سيارات هدسون الأمريكية ثم استحوذ في عام 1934 على وكالة إطارات دنلوب الإنجليزية.
ما سبق كان إيجازاً لسيرة الجد الأكبر عبدالرحمن وابنه يوسف صاحب النفوذ والمكانة لدى حكام البحرين التي وصلت إلى درجة زيارتهم له في منزله بل واصطحاب ضيوفهم إلى داره، كما حدث خلال زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود إلى البحرين سنة 1939، أما الحفيد عبدالله فقد وُلد في 11 نوفمبر 1918 الذي صادف يوم انتهاء الحرب العالمية الأولى وترقب الناس للسلام والازدهار الاقتصادي من بعد كساد ومعاناة. كان ميلاد عبدالله في منزل والده الكبير المطل على مياه المحرق وكان الابن الرابع لوالدته حصة مراد من بعد أحمد ومحمد وعبدالله الأول الذي تُوفي طفلاً. عاش عبدالله حياة سعيدة بين أفراد عائلته وأقرانه، قبل أن يلتحق للدراسة بمدرسة الهداية الخليفية على بعد ثلاثة كيلومترات من منزله، ما جعل الأسرة تضع تحت تصرفه جحشاً لإيصاله إلى المدرسة كل يوم. ومن الأسماء التي زاملها في صفه بمدرسة الهداية: الشيخان عبدالله بن خالد آل خليفة وخليفة بن إبراهيم آل خليفة والأخوان حسين وخليفة إبراهيم مطر وعبدالله إبراهيم الدوي وصالح بن راشد خميس الزياني وأحمد عبدالرحمن الزياني ويوسف علي موسى العمران وعبدالله بن صالح بن هندي.
كان عبدالله من الطلبة الأذكياء النابهين ولاسيما في الرياضيات، لكنه لم يتلقَّ سوى العلوم والمستويات الدراسية المتاحة آنذاك في البحرين، حيث أنهى المرحلة الابتدائية في عام اكتشاف النفط في البحرين (1932). وعلى الفور التحق بالعمل لدى والده ليصبح سريعاً أحد رواد العمل التجاري الحديث في البحرين وما جاورها على مدى سبعة عقود.
اقترن عبدالله بشيخة خامس أبناء تاجر اللؤلؤ خليل إبراهيم المؤيد من زوجته عائشة الخاجة في عام 1937 مباشرة بعد تخرجها من مدرسة «عائشة أم المؤمنين» الابتدائية بتفوق لافت، فمهّد ذلك لمصاهرات أخرى بين العائلتين التجاريتين، إذ تزوج شقيق شيخة «عبدالرحمن بن خليل المؤيد» أخت عبدالله «أمينة بنت يوسف فخرو». ويقول المؤلف، إن والدته كانت لها 29 أختاً، لأن والدها خليل إبراهيم المؤيد تزوج ثماني مرات وأنجب ما مجموعه 33 من الذكور والإناث.
إدارة تجارة العائلة في البصرة
في عام 1940، أرسل يوسف فخرو ابنه عبدالله البالغ آنذاك 22 عاماً إلى البصرة، ليتولى إدارة أنشطة العائلة التجارية هناك ويكون عيناً عليها، فأبلى الابن بلاء حسناً رغم صغر سنه. كان عبدالله يبقى في العراق ستة أشهر متواصلة ثم يعود إلى البحرين لزيارة أسرته الصغيرة، محملاً بأخبار المدهشات في البصرة التي كانت أكثر تطوراً وقتذاك. وفي عام 1946، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بسنة، استدعى عبدالله إلى البصرة عائلته الصغيرة، المكونة من زوجته شيخة وابنته الكبرى لولوة وابنه حسن وطفلته ليلى، ليعيشوا معه تحت سقف واحد، حيث أنجبت له زوجته ولده عصام في 1947، وذلك قبل أن يعودوا إلى البحرين في العام التالي، حيث رزق عبدالله بمولودة جديدة سماها بثينة ثم عادل ويوسف.
ومما لا شك فيه، أن عبدالله اكتسب من عمله في العراق خبرة تجارية لا تقدر بثمن، وارتبط فيها بعلاقات مفيدة مع تجارها المحليين والوافدين. فعلى سبيل المثال كان خلال فترة الحرب التي شحّت فيها المواد الغذائية يشتري الأرز من الكويتي محمد ثنيان الغانم ويبيعه في البحرين على يوسف أكبر ويبيعه في دبي على محمد إبراهيم الباكر، ويشتري البنّ من جاسم شاهين الغانم في اليمن ويبيع بعضه في العراق ويصدّر الباقي إلى البحرين. وشملت البضائع التي تعامل بها، علاوة على ما سبق، الشاي والفحم والسمن والسمسم والكبريت والسجائر والحديد والليمون المجفف والتمور والفستق والقطن والمنسوجات والجلود والصابون والبهارات وقطع غيار السيارات وإطاراتها. وبسبب مكانته التجارية في العراق نشأت بينه وبين السياسي العراقي الكبير نوري باشا السعيد علاقة امتدت إلى الملك فيصل الثاني، الذي أنعم عليه وعلى أخيه أحمد بوسام إبان زيارة جلالته إلى البحرين عام 1954. لقد أحب عبدالله العراق والعراقيين إلى درجة أنه فكر في طلب الجنسية العراقية، قبل أن يصرف النظر خوفاً من أن يُنظر إليه كمتطفل أجنبي.
دينامو العمل الفعلي ومحرك أنشطة الشركة
بعد وفاة والده يوسف في مارس 1952، شارك عبدالله إخوانه أحمد ومحمد وعلي وإبراهيم في تأسيس كيان تجاري حمل اسم «شركة أحمد فخرو وإخوانه»، وفق حصص متساوية مما ورثوه عن والدهم. وعلى حين رأس أحمد الشركة، باعتباره الأكبر سناً والألمع اسماً، كان عبدالله هو دينامو العمل الفعلي ومحرك أنشطة الشركة، التي اشتملت على الاستيراد والتصدير والوكالات التجارية لطائفة عريضة من السلع كالأجهزة الكهربائية والمنزلية والأثاث ومواد البناء والأغذية والسيارات والآلات الزراعية والهندسية، علاوة على الاستثمار العقاري وأعمال التأمين ووكالات الشحن والسفر. وفي الوقت نفسه، كان عبدالله يدير مع أخيه أحمد صندوق فخرو للأعمال الخيرية الذي خصص له والدهما يوسف ثُمْنَ ثروته قبل وفاته. وفي عام 1958 قرر الإخوة الشركاء تصفية شركتهم بالتراضي، وحلت مكانها شراكة ثنائية بين أحمد وعبدالله مع قيام محمد وإبراهيم وعلي بتأسيس شركتهم الخاصة باسم «شركة محمد فخرو وإخوانه». لاحقاً تقاعد محمد وجعل ابنه جاسم (1934 ــ 2017) ينوب عنه، بينما آلت القيادة إلى علي بن يوسف فخرو إلى حين وفاته عام 2008، حيث خلفه ابنه شوقي. وبعد وفاة أحمد في 1979، استحوذ أخوه عبدالله على نصيب ورثته في شركتهما الثنائية بالشراء بعد تقييم محايد لأصول الشركة. وفي عام 1974 انضم عادل إلى شركة والده مسلحاً بما درسه في لندن ومانشستر وبيروت.على العكس من الجيلين الأول والثاني من العائلة، تلقى أبناء الجيل الثالث العلوم الحديثة في مدارس وجامعات بيروت والقاهرة وبغداد وبريطانيا، وتخرجوا متخصصين أكاديمياً في شتى حقول المعرفة، بل ومعتنقين أيضاً مذاهب سياسية متنوعة ومتضادة أحياناً. فمثلاً درس علي محمد فخرو وقاسم أحمد فخرو وعبدالرحمن أحمد فخرو وراشد محمد فخرو وحسن يوسف فخرو ومريم أحمد فخرو ومنيرة أحمد فخرو وشريفة أحمد فخرو ويوسف إبراهيم فخرو في بيروت، ودرس جاسم محمد فخرو وجمال محمد فخرو في القاهرة. ودرس عصام ويوسف وعادل وحسن أبناء عبدالله فخرو، وراشد أحمد فخرو في بريطانيا، ودرست ليلى عبدالله فخرو (1945 ــ 2006) في بيروت وبغداد.