يا صاحبَ القلبِ النظيفِ تركتني
وسْط الركامِ،أواجهُ الإعصـارا
كنتَ الحنـــــونَ إذا أصابت وقعة ٌ
ويداك تطفئ بالصدور النارا
تُعطـــي بِحُـبٍ لا تريدُ مُقابــــلا
شهمٌ كريمٌ، يعشــق الإيثـــــارا
ما كنتَ تسعى للجفـــــاءِ و إنما
تبني صروحـًـا للوفــاءِ و دَارا.
وسلاحُك القلـمُ الأريبُ كأنـــه
صقـرٌ يُحلّــق فــوقنا مِطيــارا.
ينساب فوق البِيضِ في عليائِـه
ويَصيدُ غزلان الفلا وحُبارى
يا مَن أضاء الفكـرَ في طرقاتنا
ونثرتَ نقدَك في الرُّبى أزهارا.
سَل عنه جدةَ والقصيمَ ومكةَ
تنبيك: عالي مِن هنـا قـد سارا…
نحو الجنوبِ مُعطِّرا أزهــارَه
مِن فكــرِه وكذلك الأمطـــــارا.
كُنا نـُناجي سانحاتِ عقولِنــــا
تَهمِي فتـُلقي حــولنا أفكـــــــارا.
نسعى ونقنصُ شاردًا أو واردًا
ونصوغـُـه نبْعًا جرى ثـَــرّارا.
يا عاليًــا في الفِكْــــرِ والأخـــلاقِ
والعـِلْم الـــذي مــا بــــَـــــــــــــارا.
بَحْرٌ جَـرى، والخيلُ تعدو خلفَه
مَيْدانُـه حِكْـــرٌ له. أَيُـبــَــارَى؟
اخترتَ يا اللــــــهُ أن يأتــي إلىّ
قـَبلَ القضاءِ لكي أراه مِـــرارا
وأُكَحِّلَ القـلبَ الذي لا يَــرتوي
إِلّا بِـرُفقةِ شِطـْرِه تِكــــــــرارا.
فَقدِي(بشيرَ)*اليومَ صارَ مُضاعفا
وتَجَدّدَ اللهبُ الحزينُ وصارا…
وَحْشًا يُفتـِّتُ أضلُعــي ويلـُوكني
ليلا سَرَى في وَحْشةٍ ونهـــارا.
بَلـّغ سلامي للبشيرِ وقـــُل لــــه
أَنـّا عـَلَى عَهـدِ الوفــاءِ سَهَارى.
وانعَم بقصرِك في الجِنان وخَلّنا
نشكو الفراقَ مشايخًا وصغارا.