•• عاداتنا الاجتماعية القديمة الزاهرة تحتجب بهدوء عاماً بعد آخر وراء غيوم التقنية الحديثة.. لم تسمح مواقع التواصل الاجتماعي بمرور نسمات لقاءات الصداقة والمحبة بروحها المرحة التي كنا نلملم بها تفاصيل جلساتنا الودية الزاهية.. تلك المربعات الإلكترونية التي غادرت طمأنينتنا منحتنا عضوية حزب «المنفردين» ممن يندسون وراء أجهزتهم المحمولة ليتظللوا بها من قسوة الأيام، كغيمة تختفي وراء إشراقة شمس صباحية جميلة.
•• هناك من يظل يغسل عينيه بالكآبة، في محاولة لإثبات قدرته على بقاء عادات تخلت عنه، كشجرة مهووسة ببتلاتها تظن أنها الكون.. هؤلاء لا يحيون دفء الروحانية الرمضانية إنما يعيشون غربة عادات ظنوها ملح الشهر.. لقد منحونا شعوراً عميقاً بالخجل بمقارنتهم روحانية تتجدد كل عام بعادات اجتماعية اختفت.. أولئك مثل صحراء بلا ينابيع يعانون عقدة الاضطهاد من عادات بالية لن تعود.
•• أما من يتهم العادات الرمضانية بالضعف مقارنة بأعوام خلت؛ فارتكب خطيئة نظرته للأشياء بأنها لا تتغير.. ومن يرجع للخلف يستذكر العادات القديمة؛ سيُحدث بداخله ارتباكاً يسلب منه روحانية رمضان وإشراقته الإيمانية وبشاشته الصادقة.. ومن يتحسر على أنماط اجتماعية لا شيء فيها يدوم؛ فليُوقد حالة التخلي عنها، ولينبري للمستجد من حياته.. تلك هي إحدى حكايات الواهين المنكسرين أمام اختفاء العادات العتيقة.