•• خلاصة ما حملته الأقوال النقية لعلماء أضاءوا الحياة إن من يريد اتقاء النار ومحو الذنوب فليتصدق ولو بالقليل بطيب قلب وبشاشة.. فحديث «أتقوا النار ولو بشِق تمرة»؛ إصابة «الطل» (رذاذ المطر) بقليل الصدقة، وإصابة «الوابل» (المطر الغزير) بكثير الصدقة.. أما ذكر قليل الصدقة بعد «شِق التمرة»؛ فهو من عطف العام على الخاص، فالقليل ينميه الله فيكون حجاباً من عذاب الآخرة.
•• كلمة «أموالهم» في قوله تعالى «ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله وتثبيتاً من أنفسهم»؛ تشتمل قليل النفقة وكثيرها.. أما جملة «تثبيتاً من أنفسهم»؛ فتعني أن المتصدق يتثبت في الموضع الذي يضع فيه صدقته.. فالمعطي عن صدق وسخاء ابتغاء وجه الله يضاعف له الخالق صدقته وتؤتي ثمارها وبركاتها.. هذه الصدقات بهذا المستوى من الإخلاص؛ تمنح نسيماً عليلاً يدغدغ الأنفس النقية.
•• من يكتشف سر نفسه الفاضلة ليخرج من حالة الشُح الكئيبة ليعرف قيمة ذاته الفطرية الخيرية؛ سيمسح عن نفسه صمغاً من الأحزان والهموم.. أما من يبقى على حالته المتخثرة يكنز المال ويجمعه دون إنفاق؛ لن يسعد بالدفء، بل يبقى مهزوماً منكسراً فيتغصَّن بتجاعيد الزمن.. فمن منِّا يستقل بعمل صالح تصدقاً ولو باليسير لينال ثواب خالقه، خصوصاً في الأزمان الشريفة والأماكن الفاضلة؟!