في حدث يُشبه المعجزات، عُثر على السائحة الألمانية كارولينا فيلغا، البالغة من العمر 26 عامًا، على قيد الحياة بعد أن تاهت لمدة 12 يومًا في منطقة نائية وغابية بولاية غرب أستراليا، حيث كانت في رحلة استكشافية منفردة، في منطقة الأدغال القاسية بالقرب من بلدة إكسماوث، وسط ظروف مناخية صعبة وطبيعة برية معادية.
وكانت كارولينا فيلغا، وهي من مدينة ميونيخ الألمانية، قد بدأت رحلتها السياحية في أستراليا قبل أسابيع، بهدف استكشاف المناطق الطبيعية الخلابة في غرب أستراليا، وخلال تجوالها في منطقة نائية بالقرب من خليج نينغالو، وهي منطقة معروفة بتضاريسها الوعرة وغاباتها الكثيفة، فقدت كارولينا طريقها أثناء محاولتها الوصول إلى نقطة مراقبة شهيرة.
وفي ظل درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 38 درجة مئوية، وقلة مصادر المياه، ووجود حيوانات برية مثل الدينغو والثعابين السامة، كانت فرص بقائها على قيد الحياة ضئيلة، ووفقًا للسلطات المحلية، أطلقت شرطة غرب أستراليا عملية بحث واسعة النطاق بعد أن أبلغ أحد السكان المحليين عن غياب كارولينا، حيث كانت آخر مرة شوهدت فيها قرب منتزه كيب رينج الوطني.
وشاركت في العملية طائرات هليكوبتر، طائرات مسيرة، وفرق من رجال الإنقاذ المدربين، بالإضافة إلى متطوعين من السكان المحليين، وبعد 12 يومًا من البحث المضني، عثرت إحدى الفرق على كارولينا بالقرب من جدول ماء صغير، تعاني من الجفاف وإرهاق شديد ولكنها لا تزال على قيد الحياة.
وأفادت التقارير أن كارولينا تمكنت من البقاء على قيد الحياة بشرب مياه الأمطار المتجمعة في بعض التجاويف الصخرية، وتناول بعض النباتات الصالحة للأكل التي تعلمت عنها من خلال خبرتها في رحلات التخييم السابقة، كما استخدمت ملابسها لصنع مأوى بدائي لحمايتها من الشمس الحارقة والليالي الباردة.
وتُعد غرب أستراليا واحدة من أكثر المناطق وعورة وتنوعًا بيئيًا في العالم، حيث تضم غابات كثيفة، صحاري شاسعة، وتضاريس صخرية تجعل التنقل فيها تحديًا كبيرًا، وفي السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة زيادة في عدد السياح الباحثين عن المغامرات في الطبيعة، مما أدى إلى حوادث مشابهة، حيث تاه العديد من الأشخاص بسبب نقص الإعداد أو التقليل من شأن التحديات البيئية.
وتشير الإحصاءات إلى أن عمليات البحث والإنقاذ في أستراليا تكلف ملايين الدولارات سنويًا، حيث تُجرى حوالى 1000 عملية إنقاذ في المناطق النائية كل عام، وفقًا لتقارير هيئة السلامة الأسترالية، كما أن الظروف المناخية القاسية، مثل موجات الحر والجفاف، تزيد من مخاطر مثل هذه الحوادث. في حالة كارولينا، أشادت السلطات بخبرتها الأساسية في البقاء في البرية، والتي لعبت دورًا حاسمًا في نجاتها.
أخبار ذات صلة