بحسب ما نشرت صحيفة «عكاظ» يوم أمس، فقد صرح نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، بأن «السلطات حددت هوية 131 مشتبهاً بهم حتى الآن باعتبارهم مسؤولين عن انهيار بعض آلاف المباني التي سويت بالأرض في الأقاليم العشرة المتضررة من الزلازل التي وقعت»، موضحاً للصحفيين بمركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة، أن أوامر صدرت باعتقال 113 منهم. وأشار وزير البيئة مراد قوروم إلى أن عدد المباني التي انهارت أو تضررت بشدة بسبب الزلزال يبلغ 24,921 مبنى، وذلك استناداً إلى تقييم أكثر من 170 ألف مبنى. وكانت الشرطة التركية ألقت القبض على مطور عقاري لمجمع سكني انهار في أنطاكيا مع استعداده لركوب طائرة بمطار إسطنبول متجهاً إلى الجبل الأسود.
مثل هذا الخبر هو فاجعة إنسانية لا تقل عن فاجعة الزلزال، فالزلازل ظواهر طبيعية قد تكون شديدة إلى درجة هدم المباني، الجميع يعرف هذه الحقيقة، لكن بعض الدول التي تعرف أن موقعها يقع في نطاق نشاط محتمل للزلازل فإنها تتخذ كل الاحتياطات الإنشائية لتخفيف آثارها إلى أدنى حد، ولذلك أصبحنا نسمع عن مبانٍ مقاومة للزلازل بمواصفات خاصة تقلل الخسائر البشرية والمادية.
ولكن في هذا الخبر نحن نتحدث عن جرائم بشرية تظافرت مع الظواهر الطبيعية لترفع منسوب الموت والدمار إلى حد مفجع، وعندما تشير الحكومة التركية إلى اعتقال ذلك العدد الكبير من الأشخاص باعتبارهم مسؤولين عن انهيار آلاف المباني فإنها تشير إلى منظومة فساد ضخمة ضاعفت الخسائر بسوء المباني التي أنشأتها في منطقة معروفة علمياً أنها عرضة للزلازل، وبالتالي هي جريمة لا تغتفر.
تخيلوا هؤلاء المجرمين وهم يشاهدون المناظر المأساوية التي تملأ الشاشات على مدار الساعة، ولكن متى كان للمجرمين شعور إنساني.