ودوت أصوات القصف والاشتباكات في الخرطوم وأم درمان وبحري المجاورتين في انتهاك لأحدث هدنة مدتها سبعة أيام. ويحاول الجيش السوداني إبعاد قوات الدعم السريع عن المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش.
ووسط استمرار خرق الهدنة، أحبط الجيش السوداني هجوماً لقوات الدعم السريع على مدينة الأبيض بشمال كُردفان حيث توجد ثاني أكبر حامية عسكرية، وفرض سيطرة كاملة على المدينة. وأفاد في بيان له اليوم، أن قوة من الجيش اشتبكت مع الدعم السريع وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح مع تدمير ثلاث مركبات.
واتهم الدعم السريع بشن هجوم على معسكر تدريب في جبل كردفان أسفر عن مقتل 15 عسكريا بينهم اثنان من الضباط، كما لاحقت مجموعات من الهجانة التابعة للجيش عناصر الدعم السريع في عدد من شوارع وأزقة المدينة.
وجدد مبعوث رئيس مجلس السيادة الانتقالي السفير دفع الله الحاج، التأكيد على أن الهدنة الحالية في السودان إنسانية، مؤكداً عدم وجود اتفاق أو مفاوضات مع قوات الدعم السريع.
من جهتها، أعلنت قوى الحرية والتغيير بالسودان أنه ليس هناك أي طرف قادر على الحسم العسكري، وقالت في بيان أن الحل لا بد أن يكون سياسياً وأن الحل الأمثل للأزمة يتمثل بدمج قوات الدعم السريع في الجيش. ولفتت في بيانها إلى أن المبادرة السعودية – الأمريكية لها الحظوظ الكبرى في النجاح.
وتواصلت الاشتباكات في السودان يوم أمس (الخميس) على الرغم من اتفاق الهدنة، بينما حذرت المخابرات الأمريكية من أن كلاً من طرفي الصراع يحاول فرض سيطرته قبل مفاوضات محتملة.
وتسبب انزلاق السودان في الحرب بمقتل المئات وكارثة إنسانية وفي نزوح جماعي للاجئين إلى الدول المجاورة. وضربت الحرب اقتصاد السودان في مقتل، وعطلت طرق التجارة الداخلية وهددت الواردات وأثارت أزمة سيولة. وتعرضت المصانع والبنوك والمتاجر للنهب أو التخريب، وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.