سيرته الكروية
بعد سنوات ومسيرة امتدت لأكثر من 20 عاماً تخللتها أنواع النجومية والأضواء والشهرة والفلاشات والمعجبين، مر الكابتن سالم مروان نجم الحراسة السعودية والنصراوية بتجربة قاسية ومريرة اختبر فيها مدى قوته وإيمانه بالقضاء والقدر، وقدرته على التحمل والصبر، بعد أن لازم السرير الأبيض لأكثر من 30 عاماً، وهو يعيش العزلة والوحدة، بين 4 جدران وحيداً في مستشفى النقاهة في الرياض بعد أن أصيب بشلل رباعي أنهى مسيرته الرياضية، إثر حادثة سير مرورية بانقلاب سيارته أثناء عودته من مكة المكرمة بعد أداء العمرة، وكان يرافقه لاعب نادي النصر لكرة اليد محمد بشير بعد أن انفجر الإطار الأمامي وانقلبت سيارته، فأصيب بشلل، ومكث في مستشفى العزل بالطائف أكثر من 10 سنوات قبل أن ينتقل لمستشفى النقاهة بالرياض ويقيم فيه حتى هذه اللحظة.
سالم مروان الشاب الذي ولد في عام 1378هـ عاش مسيرة رياضية بدأت بذهب وامتدت بذهب واختتمت بذهب، إذ بدأ مشواره مع نادي النصر أواخر الثمانينات الهجرية عندما بدأ تمثيل النصر عام 1392هـ أمام القادسية، واستمر بشعار النصر حتى عام 1410هـ، حينما قاد النصر إلى النهائي بعد أن وقف وقفته الشهيرة كالأسد أمام الاتحاد وصد ضربتي جزاء، ما جعل النصر يلعب نهائي كأس الملك عام 1410هـ أمام التعاون وفاز النصر 0/2 سجلهما ماجد عبدالله. كما حقق مع الأخضر السعودي عدداً من الإنجازات، إذ مثل المنتخب في دورة الصداقة الدولية بإيران 1396/1397، وشارك بتصفيات كأس العالم عامي 1978 و1982، ومثل المنتخب بدورات الخليج 1396 بقطر و1399 بالعراق و1408 بالرياض، كما مثل المنتخب في أوليمبياد آسيا بسيول – كوريا ج – 87-88، وأسهم بشكل كبير في تحقيق منتخبنا السعودي لفضية الألعاب الآسيوية في سيول عام 1987، إذ تألق أمام اللاعبين الكبار من نجوم المنتخبين العراقي والكويتي، وأوصل المنتخب للنهائي بعد أن صد بعض ركلات الترجيح أمام الكويت والعراق.
واشتهر مروان بوقفته الشهيرة أثناء تسديد ركلات الجزاء التي عرفت بوقفة الأسد، إذ تخصص في صد الركلات الجزائية، وكانت مباراة المنتخب السعودي أمام المنتخب الكويتي من أشهر مبارياته، فقد تصدى فيها للضربة الأخيرة التي مكنت المنتخب من الفوز بالمباراة.
ولأن الوفاء سمة وصفة من صفات الشعب السعودي عموماً والوسط الرياضي خصوصاً، فقد أقيم حفل اعتزال لسالم مروان عام 1413 في مباراة أقيمت بين نجوم المنتخب السعودي ونجوم نادي النصر، حضر فيها مروان بكرسيه المتحرك في مشهد أسعد وأبكى الملايين في آن، كما كان مروان حاضراً في حفل اعتزال رفيقي دربه الأسطورة السعودية النصراوية ماجد عبدالله والأسطورة السعودية الهلالية يوسف الثنيان اللذين أصرّا على مشاركته في ليلة وداع معشوقتهما، ولبى سالم النداء رغم ظروفه الصحية، وفي عام 1420هـ أصر رمز النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود (يرحمه الله) على تكريم سالم مروان حينما كرم كلاعب مشارك مع زملائه اللاعبين المشاركين في كأس العالم للأندية التي أقيمت في البرازيل عام 2000.
وفي إحدى مباريات النصر السابقة حضر الوفاء في أجمل معانيه وأبهى صوره عندما أعلنت الهيئة العامة للرياضة في ذلك الوقت ممثلة في رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، تخصيص دخل مباراة النصر والاتحاد كاملاً لصالح أسطورة الحراسة السعودية سالم مروان على أن تتكفل الهيئة بتعويض الناديين عن ذلك.
في ظاهرة تؤكد مدى ترابط وتلاحم الوسط الرياضي السعودي وتقديره لكل من خدم الرياضة السعودية، تفاعل عدد من الرياضيين مع قرار الهيئة العامة للرياضة بتخصيص دخل مباراة النصر والاتحاد لحارس المنتخب السعودي ونادي النصر السابق الكابتن سالم مروان، حينما تسابق عدد من نجوم ناديه الحاليين ومنسوبيه ورابطة لاعبي النصر القدامى وبعض أعضاء الشرف ومجموعة كبيرة من الإعلاميين والجماهير لشراء تذاكر مباراة الكلاسيكو.