تستهدف رؤية المملكة تنويع الاقتصاد، تعزيز الابتكار، وتحسين جودة الحياة لمواطنيها. لكن، كيف تُوفق بين الحاجة إلى الكمية لتحقيق النمو السريع وبين الجودة لضمان استدامة هذا النمو؟
في هذا الإطار، تسعى المملكة لتحقيق الكمية في النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، دون الإهمال للجودة التي تضمن استمرارية وتفوق هذا النمو. فالتنمية الحاضرية في الرياض أو جدة لا تهدف فقط إلى توسيع المدن، بل إلى إنشاء بيئات حضارية تتمتع بأعلى معايير الجودة في الحياة والعمل.
1. الكيف كماً في رؤية 2030:
في مجالات كالسياحة والترفيه، يسعى السعوديون لجذب ملايين الزائرين كل عام، هنا الكمية من الزيارات هي الهدف، لكن بدون تقديم جودة عالية في الخدمات والتجارب، لن يكون هناك استقرار في هذا القطاع، لذا يتم وضع التركيز على تطوير البنية التحتية والخدمات لتلبية احتياجات الملايين بجودة تضاهي أو تتفوق على المعايير العالمية.
2. الكم كيفاً في رؤية 2030:
في مجال التعليم والتدريب، تهدف المملكة إلى تطوير قوى عاملة مؤهلة يمكنها تحقيق التنوع الاقتصادي، هنا ليس العدد الذي يهم، بل جودة التعليم و المهارات التي يكتسبها الشباب من خلال برامج تدريبية متقدمة وتوجهات تعليمية تركز على الابتكار والتفكير النقدي تمثل أمثلة على كيفية تحويل الكم إلى كيف.
التحدي للمملكة هو في إيجاد التوازن بين الإنتاجية العالية والجودة المتميزة:
– في قطاع الصحة:
يتم تشييد مستشفيات جديدة (الكم)، لكن الهدف الأسمى هو تقديم رعاية صحية عالية الجودة (الكيف) لضمان سلامة ورفاهية المواطنين.
– في القطاع الصناعي: يتم تشجيع استثمارات جديدة وتوسعة القطاعات الصناعية (الكم)، ولكن بالتوازي يُطبق معايير الجودة العالمية (الكيف) لضمان أن المنتجات السعودية تتنافس في الأسواق العالمية.
رؤية السعودية 2030 تفهم جيداً أن النجاح الحقيقي يأتي من فهم متى يكون الكيف كماً، ومتى يكون الكم كيفاً. هذا التوازن هو ما يضمن أن التنمية لن تكون مجرد توسيع كمي، بل تكون استراتيجية تهدف إلى تعزيز وتحسين جودة حياة السعوديين وتعزيز مكانة البلاد على الخريطة العالمية.