يقترب العدد التراكمي لإصابات العالم بفايروس كورونا الجديد، منذ ظهور الوباء العالمي في نهاية 2019، من 679 مليون إصابة.
وعاودت الحالات الجديدة الارتفاع إلى مستوى يربو على نصف مليون إصابة يومياً (520,712 إصابة جديدة الثلاثاء). وارتفع العدد التراكمي لإصابات الولايات المتحدة أمس (الأربعاء) الى 105 ملايين إصابة منذ اندلاع نازلة كورونا. وأقرّت شركة ميرك الدوائية الأمريكية الليل قبل الماضي، في بيان، بأن دواء ابتكرته لخفض احتمالات إصابة الأشخاص الذين يقيمون مع شخص مصاب بالفايروس أثبت عدم فعاليته على تحقيق ذلك. وهي نتيجة مماثلة لما توصلت إليه شركة فايزر الدوائية، التي أعلنت أخيراً،أن عقار باكسلوفيد، الذي ابتكره علماؤها، أخفق في منع إصابة المخالطين لمصاب بالفايروس في مقر الأسرة.
وكان العالم أصلاً فقد حماسته للدواء الذي أنتجته شركة ميرك، بعدما ثبت أن فعاليته لا تتعدى 30%، قياساً بعقار باكسلوفيد، الذي أثبت فعالية تصل نسبتها إلى 90%. وحشدت ميرك أكثر من 1,500 متطوع كانوا معرّضين للإصابة بحكم إقامتهم مع فرد مصاب بالفايروس داخل منازلهم. وأعطي المتطوعون حبة من عقار مولنوفيرابير، المسمى تجارياً ليغفريو، مرة كل 12 ساعة لمدة 5 أيام. وأشارت نتائج التجربة السريرية إلى أنه بحلول اليوم الـ 14 من بدء تعاطي أقراص مولنوفيرابير لم تتعد نسبة الحماية من الإصابة 23.6%. واعتبرت ميرك تلك النتيجة إخفاقاً لدوائها. وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت على استخدام مولنوفيرابير وباكسلوفيد في الحالات الطارئة في ديسمبر 2021، للأشخاص الذين تراوحت إصابتهم بالفايروس بين الخفيفة والمتوسطة. وفي مطلع فبراير الجاري، قررت هيئة الغذاء والدواء إلغاء اشتراط تأكيد تشخيص إصابة الفرد للحصول على أي من هذين الدواءيْن، على أمل تمكين أكبر عدد من الأمريكيين من الحصول على أي منهما.
على صعيد آخر؛ ذكرت دراسة حديثة، أن الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد 19، خلال الموجات الأولى من الوباء العالمي، ليسوا بمأمن من الإصابة بالفايروس مرة أخرى، بعد اجتياح سلالة أوميكرون العالم. وأشارت الدراسة إلى أن من أصيبوا بسلالات ألفا ودلتا وبيتا لم تكن فرص حمايتهم من الإصابة الثانية تتعدى 36%، بعد 10 أشهر من إصابتهم الأولى. غير أن الدراسة التي أجراها علماء جامعة واشنطن، ونشرتها مجلة «لانسيت» الطبية، شددت على أن الإصابة الأولى أتاحت حماية ضحايا الإصابة الثانية من التنويم نتيجة إصابتهم بسلالة أوميكرون، بنسبة تصل إلى نحو 90% بعد 10 أشهر من الإصابة الأولى. وأوضحت الدراسة، أنها قامت بتحليل 65 دراسة أجريت في 19 بلداً. وقال البروفسور بجامعة واشنطن ستيفن ليم، إن من أصيبوا بسلالة سالفة من الفايروس يتمتعون بقدر أكبر من الحماية ضد الإصابة بالسلالات القديمة. لكنهم يتعين عليهم اتخاذ تدابير كافية لحماية أنفسهم من الإصابة الثانية. وأضاف أنه يجب على من أصيبوا بالسلالات السابقة لظهور سلالة أوميكرون أن يعززوا حماية أنفسهم بالالتزام ببرنامج التطعيم بلقاحات كوفيد 19. وقال أحد المشرفين على الدراسة، وهو حسن نصر الدين، إن الطريق لا يزال طويلاً أمام الباحثين لفهم أوميكرون والسلالات التي أعقبتها. وأضاف أنه لا بد من إجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة المناعة الطبيعية ضد السلالات المتحورة الجديدة، ومدى الحماية الذي يوفره مزيج التطعيم بلقاحات كوفيد 19 والإصابة السابقة بالفايروس نفسه.