تمكنت أجهزة الأمن بالقاهرة من كشف لغز سرقة 15 كيلوغراماً من المشغولات الذهبية من مصنع لتصنيع الذهب بمنطقة القطامية بالقاهرة الجديدة، في واحدة من أكثر الجرائم التي شهدتها العاصمة المصرية جرأة وتنظيماً، ونفذها تشكيل عصابي بمساعدة عامل داخل المصنع.
بدأت القصة عندما تلقى قسم شرطة القطامية بلاغاً عاجلاً من مسؤولي المصنع، الواقع ضمن دائرة القسم، يفيد بتعرضهم لهجوم مسلح نفذه عدد من الأشخاص مجهولي الهوية، ووفقاً للبلاغ، كان العمال يستعدون لنقل كمية المشغولات الذهبية، التي تزن 15 كيلوغراماً، إلى منطقة الصاغة بوسط القاهرة، عندما فوجئوا بمجموعة مسلحة تستقل سيارة تقتحم المكان، استخدم الجناة أسلحة نارية لترهيب العاملين، واستولوا على الذهب قبل أن يلوذوا بالفرار تحت جنح الظلام، تاركين خلفهم حالة من الذعر والفوضى.
وأسفرت التحريات الأولية التي أجرتها الأجهزة الأمنية عن مفاجأة صادمة: أحد العاملين داخل المصنع كان العقل المدبر وراء العملية، وبفضل الفحص الدقيق وجمع المعلومات من شهود العيان وكاميرات المراقبة، تم تحديد هوية سبعة أشخاص متورطين في الجريمة، من بينهم أربعة لهم سوابق جنائية، ما أشار إلى أن العصابة ليست مجرد هاوين، بل مجموعة محترفة تمتلك خبرة في مثل هذه العمليات.
عقب تقنين الإجراءات وبالتنسيق مع الجهات المختصة بوزارة الداخلية، نفذت قوات الأمن حملة مداهمة واسعة أسفرت عن ضبط ستّة من المتهمين، بينهم العامل الذي كان يعمل كحلقة وصل بين المصنع والجناة، وعثرت الشرطة على المشغولات الذهبية المسروقة كاملة، إلى جانب سيارتين استُخدمتا في تنفيذ الجريمة، وبندقيتين – إحداهما آلية والأخرى خرطوش – كانتا السلاح المستخدم لتخويف العمال وتأمين الفرار.
أخبار ذات صلة
واعترف المتهمون المضبوطون بتفاصيل الجريمة، موضحين أن العامل المتورط داخل المصنع قدم معلومات دقيقة عن مواعيد نقل الذهب ونقاط الضعف في نظام الحراسة، مقابل حصة من المسروقات، وكشفوا أن الخطة كانت تهدف إلى بيع الذهب في السوق السوداء بملايين الجنيهات، مستغلين ارتفاع أسعار المعدن النفيس عالمياً.
من جانبها، أشادت الأوساط الشعبية والتجارية بسرعة استجابة الأجهزة الأمنية، إذ أثارت الواقعة مخاوف من تصاعد جرائم السطو المسلح على المنشآت الاقتصادية الحساسة، وكتب أحد المغردين على منصة «إكس»: «الشرطة المصرية أثبتت كفاءتها، لكن لازم نراجع إجراءات الأمان في المصانع دي»، فيما دعا آخرون إلى تشديد العقوبات على المتورطين في مثل هذه الجرائم لردع الآخرين.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين المضبوطين، وأُحيلوا إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات، بينما تستمر الجهود المكثفة للقبض على المتهم الهارب.