وفي هذا الإطار، يقول الاستشاري النفسي المهتم بالشأن الرياضي الدكتور عبدالعزيز السرور لـ«عكاظ»: خلع القميص بعد تسجيل الهدف يعتبر سلوكاً مخالفاً للذوق العام، وقد أقرَّ (الفيفا) عقوبة الكرت الأصفر كإنذار للاعب لمنع توسع دائرتها، فقبل العقوبة كان هذا السلوك يشكل ظاهرة في جميع الملاعب الرياضية العالمية والعربية والخليجية، إذ كان اللاعب يعيش في تلك اللحظات نشوة الهدف، خصوصاً لو كان ذلك الهدف غالياً، وفي مباراة مصيرية وحاسمة.
وتابع: «هناك عدة أسباب دعت الفيفا لاتخاذ قرار (الكرت الأصفر)؛ ففي عام 2004، سجّل الأوروغوياني دييغو فورلان مهاجم مانشستر يونايتد السابق هدف الفوز لفريقه في مرمى ساوثهامبتون قبل خمس دقائق من انتهاء اللقاء، واحتفل فورلان بخلع قميصه، لكن حكم المباراة لم ينتظر اللاعب ليرتديه، وأمر باستئناف اللعب منعاً لإضاعة الوقت، الأمر الذي جعل فورلان يلعب وهو يحمل قميصه بيده، ولم يرتدهِ إلا عند توقف اللعب، وهذه الحادثة أثارت استياء (الفيفا)، وكانت أحد الأسباب التي عجّلت في هذا القرار». مبيناً ان من الأسباب، أيضاً، أن بعض اللاعبين يجدون (خلع القمصان) فرصة لإيصال رسائل مكتوبة عبر قميص آخر داخلي، وفي بعض الأحيان تحمل تلك الرسائل مضامين وعبارات مخالفة، وقد تتناول التضامن لقضية سياسية. واستطرد: «بعض الشركات اعترضت على قيام اللاعبين بخلع القميص بعد الهدف، معتبرةً قيامهم بذلك يؤثر على الرعاية الإعلانية وحقوق الرعاية التجارية على قمصان اللاعبين المتفق عليها بين الشركات والأندية.
وأضاف: رغم وجود عقوبة (الكرت الأصفر)، إلا أن هناك بعض اللاعبين يرتكبون هذه المخالفة في الملاعب الرياضية إلى الآن، وينالون الكرت الأصفر بكل ترحاب دون أي اعتراض أو شعور بالخطأ الذي ارتكبوه؛ لأن التعبير بفرحة الهدف لديهم أسمى وأبلغ من عقوبة الحصول على الكرت، ولكن بالتأكيد سيختلف الوضع عند اللاعبين لو استبدل (الفيفا) عقوبة الكرت الأصفر بالكرت الأحمر، إذ ستختفي حركة خلع القميص نهائياً من الملاعب الرياضية.
وأكد الدكتور السرور أن بعض اللاعبين قد يبالغون في التعبير عن فرحة تسجيل الهدف وتحقيق الانتصار، وقد يكون ذلك مقبولاً إذا كان لا يخالف قانون (الفيفا) مثل القيام بحركات استفزازية نحو جماهير الفريق الآخر، وتعمد إصدار إشارات بالأيدي، والتفوّه بعبارات مخالفة، وغير ذلك من الأمور التي تستوجب تنفيذ العقوبات.