ولعل في استنكار الشعوب هذه الأيام من ارتفاع درجات الحرارة خير دليل على ما وصلت إليه ردود أفعال الكون على ساكنيه، بسبب ما اقترفته أيديهم، وربما يكون الشتاء هذا العام قارساً جداً، و من المتوقع هبوط درجات الحرارة لمستويات متدنية؛ بحكم مقاييس تؤكد أن الصيف اللاهب؛ يعقبه شتاء صرد؛ ما يعني ضرورة التجاوب الفوري لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وتفادي الفساد بالحفاظ على ما تحويه أراضينا من مقدرات.
وتتبنى المملكة بوعي واقتدار إستراتيجية التنمية المستدامة، لإقامة مجتمع عالمي إنساني متضامن لمواجهة كل التحدّيات العالمية، بدءاً من تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك في المصادر غير المستدامة، وحماية الموارد الطبيعية وحسن إدارتها، ومنع تدهور البيئة العالمية، وحفظ التنوع البيولوجي لمنع التصحر، ومعالجة تلوث المياه والهواء والبحار.
وبحكم اعتماد سياسة التشجير في إطار جودة الحياة، واعتماد مشروع السعودية الخضراء لحماية مستدامة للبيئة ومصادر الثروة الطبيعية، فإنّ الإدراك المجتمعي يفرض علينا التفاعل مع زراعة المزيد من الأشجار وحماية ما هو قائم، وترشيد استهلاك الطاقة بكل أنواعها، والتصدي لكل ما من شأنه إفساد الحياة الفطرية بالاحتطاب الجائر، والصيد العشوائي، وفوضوية الرحلات التي تدفع البعض لشب النار دون انتباه للمخاطر المترتبة على ذلك، ما يوجب التعاون منا جميعاً للحد من التطاول على المقدرات الوطنية باسم الرحلة والمتعة والترويح.