وصدر نظام البيئة بمرسوم ملكي في 19/11/1441هـ، وقرار مجلس الوزراء في 16/11/1441؛ بهدف حماية البيئة وتنميتها واستدامتها.
وفي ظل هذه الحراكات الفاعلة، أولى المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، منذ تأسيسه في 2019م، مسألة التوازن البيئي جل عنايته، وجاءت رسالته في الحفاظ على الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي والنظم البيئية وتنميتها من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية وتعظيم الأثر الاجتماعي والاقتصادي، موظّفاً التقنيات الحديثة والبحوث المتخصصة لخدمة الحياة الفطرية وتحقيق التوازن البيئي، ضمن منظومة بيئية متكاملة تتضمن: المراكز البيئية، والمحميات الملكية، وهيئات التطوير والمشاريع الكبرى، بما يتواكب مع رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء والاستراتيجية الوطنية للبيئة.
لإلقاء الضوء على جهود المركز وقصص نجاحه، أجرت «عكاظ» حواراً مع الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد بهاء الدين قربان، الذي تناول عدداً من المحاور المهمة التي تلامس جهود ومبادرات المركز، وفيما يلي نص الحوار:
تنوع أحيائي ونظم مستدامة
• نأمل بنبذة تعريفية عن المركز وأبرز ركائزه؟
•• هو أحد المراكز البارزة في المنظومة البيئية بالمملكة، يعمل على تطوير وتنفيذ خطط للتصدي للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية في البر والبحر، وحماية النظم البيئية والحفاظ على توازنها، وإعادة الأنواع المهددة بالانقراض إلى مواطنها الطبيعية؛ لذا نعمل وفق رؤية المركز على الوصول إلى «حياة فطرية وتنوع أحيائي ونظم بيئية برية وبحرية مزدهرة ومستدامة»، بالتوازي مع رسالة المركز التي تستهدف: «الحفاظ على الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي والنظم البيئية وتنميتها من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية في برامج شاملة وفاعلة لتحقيق الاستدامة البيئية وتعظيم الفوائد الاجتماعية والاقتصادية»، ويجسِّد المركز في جهوده صورة زاهية من صور التكامل مع الجهات الوطنية ذات الاهتمام المشترك، إذ تشكل المنظومة البيئية أحد المرتكزات المحورية في صناعة (جودة الحياة).
وتمحورت الركائز الاستراتيجية للمركز حول الحفاظ على الحياة الفطرية وتنميتها، والعمل على جذب وتطوير أفضل القوى العاملة، مع الحرص على التميز التشغيلي والإداري عبر تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
تعاون مع الجامعات
• ما أبرز الأهداف التي يسعى المركز إلى تحقيقها؟
•• تتركز الأهداف في حماية وتنمية الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي، وإنشاء وإدارة المناطق المحمية ومراكز إكثار الأنواع الفطرية المهددة بالانقراض وإعادة توطينها، إضافة إلى بناء قاعدة معرفية عن الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي بالمملكة من خلال عمل المسوحات الميدانية والدراسات المتخصصة وبناء قواعد البيانات وإتاحتها لذوي العلاقة، كما نسعى، ضمن أهدافنا، إلى تعزيز الوعي المجتمعي في مجال الحياة الفطرية، ونعمل على تعزيز التنوع الاقتصادي عبر المساهمة في تطوير السياحة البيئية المستدامة، ونحرص على تشجيع البحث والابتكار في مجال المحافظة على الحياة الفطرية وتنميتها من خلال التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث المحلية والعالمية.
مواكبة «السعودية الخضراء»
• هل تلقون الضوء على المبادرات؛ التي قدمتموها تعزيزاً لجهودكم في تحقيق أهداف المركز الاستراتيجية؟
•• قدمنا العديد من المبادرات التي تدفع باتجاه تعزيز التوازن البيئي والتنوع الأحيائي؛ ومنها المبادرات التي تعتبر من مرتكزات مبادرة السعودية الخضراء، مبادرة التوسع في المناطق المحمية للوصول الى المستهدف الرئيسي بتحويل 30% من مساحة المملكة البرية والبحرية الى مناطق محمية، مبادرة إكثار وإعادة توطين الكائنات المهددة بالانقراض لإثراء التنوع الأحيائي وإعادة تأهيل النظم البيئية، ومبادرة تقييم البيئات البحرية والساحلية وإعادة تأهيل المتضرر منها وإدارتها إدارة مستدامة.
منجزات نوعية في المسارات
• حدثنا عن مؤشرات التقدم الذي تحقق في مسارات المبادرات وأبرز قصص النجاح؟
•• استطعنا تحقيق العديد من المنجزات النوعية في مسارات مبادراتنا والبرامج المتنوعة؛ ففي مبادرة التوسع في المناطق المحمية، قفزت النسبة في المساحة البرية من 4% في 2017م، الى 18.1% خلال العام الحالي، كما قفزت النسبة في المساحة البحرية من نحو 3.76% إلى 6.5% خلال الفترة نفسها، وبرز هنا تسجيل محمية جزر فرسان في برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو، وتسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي الطبيعي في اليونسكو، ونؤكد أن المركز استعان بخبراء عالميين في مجال المناطق المحمية بمشاركة عدد من الخبرات السعودية لرسم خارطة طريق لتحقيق هدف المبادرة الخضراء في رفع نسبة المناطق المحمية إلى 30% من مساحة المملكة. وفي مبادرة إكثار وإعادة توطين الكائنات المهددة بالانقراض، فإن المركز يدير سبعة برامج حالية لإكثار المها العربي، ظباء الريم، ظباء الإدمي، الوعل الجبلي، الحبارى، النعام أحمر الرقبة، الأرنب البري. ويعمل على ستة برامج إكثار جديدة لأهم المفترسات كالوشق، الذئب العربي، الضبع المخطط، الفهد الصياد، وقد أطلق المركز حوالى 7000 كائن فطري إلى بيئاتها الطبيعية، لإثراء النظم البيئية بالعناصر المفقودة من منظومتها البيولوجية، لكي تصل إلى التوازن البيئي، ويبرز هنا إطلاق برنامج إعادة توطين الفهد الصياد المنقرض في المملكة بعد العثور على موميات للكائن في شمال المملكة.
وجاء الاكتشاف ضمن مشروع استكشاف الكهوف والدحول ودراسة الأنواع الحيوانية التي تعيش فيها، إذ يتم جمع العينات من بقايا ورفات وموميات تحكي التاريخ الأحيائي القديم، وهي تمثل الشواهد والدلائل على الحيوانات التي عاشت خلال الأزمنة السابقة في تلك المواقع.
وعمل المركز منذ انطلاقه على عمليات الإطلاق والتعزيز وإعادة التوطين من خلال خطة عمل يتم فيها مراعاة التسلسل الجيني وتجديد الدماء لتحقيق أكبر نسبة نجاح. وتحظى الحيوانات في مواقع الإطلاق بالمراقبة والمتابعة وتتبع مؤشرات النجاح الموضوعة في البرنامج.
أما مبادرة تقييم البيئات البحرية والساحلية وإعادة تأهيل المتضرر منها، فقد انتهينا من رحلة استكشاف البحر الأحمر ووضع خط أساس لما يضمه من بيئات وأنواع، إذ تم مسح أكثر من 500 موقع للشعب المرجانية، وأكثر من 200 موقع للحشائش البحرية والتنوع الأحيائي فيها، إضافة الى مسح أكثر من 100 موقع لغابات المانغروف. وقد برز في هذا الجانب اكتشاف أكثر من 20 ثقباً أزرقَ، واكتشاف تكاثر عدد من الثدييات البحرية في مياه البحر الأحمر. كما يعمل المركز على إعادة تأهيل الكائنات البحرية الجانحة وإطلاقها في بيئاتها الطبيعية، وتمت إعادة تأهيل سلحفاة بحرية صقرية المنقار في الليث، وإنقاذ أربع سلاحف جانحة وتأهيلها في بيئاتها الطبيعية، وهناك مشروع لدراسة نجم البحر التاجي الشوكي كأحد الأنواع البحرية الغازية وتأثيراته على بيئة البحر الأحمر؛ حفاظاً على النظم البيئية من أخطار الأنواع الغازية.
رحلة استكشافية لـ19ساعة
• جسّدت رحلة استكشاف البحر الأحمر أبعاد القيمة المضافة للأنشطة البحثية.. هل تحدثوننا عن أبرز أهداف ونتائج الرحلة؟
•• سجل المركز الكثير من الإنجازات، ويعتبر أهمها مشروع استكشاف البحر الأحمر؛ الذي شمل دراسة الوضع البيئي للبيئات البحرية والأنواع البحرية، فقد أطلق المركز الرحلة الاستكشافية التي استغرقت 19 أسبوعاً بمشاركة 126 باحثاً؛ بهدف تقديم تصور واضح عن بيئات البحر الأحمر ودراسة أنواع الثدييات والتنوع الأحيائي والخصائص البيئية بمشاركة سفينة الأبحاث العالمية (أوشن اكسبلورر) وسفينة الأبحاث الوطنية (العزيزي)، وتضمنت الرحلة أنشطة أبحاث علمية لدراسة الحياة البحرية، وتم خلالها تقديم خرائط أحيائية للشعب المرجانية والحشائش والسلاحف البحرية وعمل بيانات وإعداد مواد وأفلام وثائقية عن بيئات البحر الأحمر بالتعاون مع نيوم، ومشروعي البحر الأحمر وآمالا، وجامعات الملك عبدالعزيز و(كاوست) والملك فهد للبترول والمعادن. ويحرص على الاستفادة من بيانات الرحلة في مجال الأبحاث وتطوير الأعمال، وتعزيز جهود المحافظة على البيئة وتعظيم الأثر الإيجابي للأنشطة البحثية في ظل ما حملته بيانات الرحلة من معلومات ثرية واكتشافات لعجائب البحر الأحمر؛ كالثقوب الزرقاء التي شكّلت بتكويناتها الجيولوجية نظاماً بيئياً فريداً يضفي بثرائه الأحيائي البديع على البيئة البحرية جمالاً أخاذاً يجعلها وجهة سياحية استثنائية، داعمة للاقتصاد الأزرق الذي يعتبر أحد الروافد المهمة التي تدفع بعجلة النمو والازدهار الاقتصادي، في ظل ما تتمتع به المملكة من سواحل تمتد بطول 3400 كم.
تقنيات وقواعد بيانات
• أثرت البحوث المتخصصة بالمركز منظومة الحلول الابتكارية للمشكلات البيئية، فما أبرز المُمكّنات التي يعتمد عليها المركز في دعم الدراسات والمسوحات؟
•• أسس المركز قاعدة بيانات خاصة بالحياة الفطرية، وما زال يعمل كمرجع للباحثين، وتميز العام بتوظيف التقنيات الحديثة في دراسة المشكلات والمناطق المتأثرة وإجراء البحوث والدراسات المتخصصة والاستفادة من الأنظمة الجغرافية والخرائط الرقمية في جمع وتغذية قواعد البيانات، والمساهمة في تحديد المشكلات وتقديم الحلول. كما يحرص المركز على تطوير قواعد عالمية للبيانات توفر المعلومات عن النظم البيئية والتنوع الأحيائي وحالة كل نوع للاستفادة منها. كما أن التطور في استخدام التقنيات الحديثة ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد يوفر تقدماً في إيجاد المُمكّنات التي تساعد على تسهيل إجراء الدراسات والمسوحات البرية والبحرية بشكل واسع يساهم في حماية المناطق المحمية.
ويجدر بنا هنا أن نذكر أن المركز بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، قد قام بحصر المناطق المحمية وتسجيلها بالسجل الوطني للمناطق المحمية؛ باعتباره قاعدة بيانات موحدة للمناطق المحمية، للاستفادة من هذه البيانات في إدارتها تحقيقاً لحماية وتنمية الحياة الفطرية والتنوع الأحيائي بشكل مستدام وفقاً للقواعد والمعايير العالمية.
ضبط التعديات ومنع التجاوزات
• ماذا أعددتم لحماية التنوع الأحيائي في المناطق المحمية ومنع وقوع تعديات؟
•• تتم إدارة المحميات وتشغيلها من المركز؛ وفق خطط مطورة وفق أفضل التجارب والممارسات العالمية، ونتعاون مع المحميات المميزة بالخارج ومتابعة التجاوزات وضبط التعديات من قبل الجوالين واتخاذ الإجراءات النظامية تجاهها. إضافة الى تنفيذ مجموعة من البرامج؛ منها برامج الشراكة المجتمعية وإدارة الزوار من خلال فريق الجوالين، إضافة إلى تسجيلهم وتوثيقهم لأبرز المشاهدات اليومية للأنواع الفطرية المتواجدة فيها، وقد تم التعاقد مع خبير في إدارة المناطق المحمية وتفعيل نطاق عمل المحميات ضمن المعايير والتجارب العالمية في إدارة المناطق المحمية.
ونحرص في المركز على تطوير الكفاءات الوطنية في مجالات الحياة الفطرية المختلفة لتحقيق التميز والريادة إقليمياً وعالمياً.
منع صيد الطيور المهددة بالانقراض
سألت «عكاظ» الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد قربان،
عن الجرائم التي تقترف بحق الحياة الفطرية، فقال: إنه تم استحداث قسم مكافحة الجرائم، ويسعى القسم إلى رصد جرائم الحياة الفطرية على المستويين الواقعي والافتراضي وتنفيذ ما نصت عليه أحكام نظام البيئة مع العمل على إعداد خطط تنفيذية تتضمن آليات العمل المنبثقة من النظام لتحقيق الهدف في المحافظة على الحياة الفطرية ومكافحة كل ما يعيق تنميتها وزيادة مستويات الوعي المجتمعي بها. كما يعمل المركز على تنظيم الصيد ومنع الصيد الجائر، من خلال تحديد فترة السماح بممارسته، والأماكن المحظورة، والأنواع المسموح بصيدها واشتراط الحصول على تصاريح الصيد، وأن يكون بالأسلحة الهوائية المرخصة، والتقيّد باللائحة التنفيذية للصيد البري التي تحظر صيد الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض والطيور الجارحة، بما يحقق مراعاة الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.
المركز والقائمة الخضراء
ويوضح الدكتور قربان، إلى أن إعداد خطة استراتيجية للسياحة البيئية بالمحميات؛ هو بغرض تقليل التأثيرات المتوقعة من أنشطة السياحة البيئية على الخصائص الطبيعية والثقافية للمناطق المحمية، ووضع الضوابط العامة للسياحة المستدامة، وذلك بإعداد خطط إدارة الزوار بالمناطق المحمية بالطريقة التي تساهم في تقليل التأثيرات السلبية، وإعداد الخطة التسويقية والهوية للمناطق المحمية؛ بهدف ضمان تدفق أعداد مناسبة من الزوار والاستفادة من الرسوم التي ستدفعها شركات السياحة والزوار في دعم جهود الحماية وتنمية المجتمعات المحلية، وتشغيل المشروعات القائمة على السياحة داخل وحول المناطق المحمية لدعم الاقتصاد المحلي، وإيجاد فرص العمل؛ مما يساهم في تحقيق جودة الحياة والارتقاء بالأنماط المعيشية؛ وفق مستهدفات برنامج جودة الحياة في رؤية المملكة 2030. والمركز الوطني يبذل جهوداً حثيثة من أجل التقدم لترشيح محميات المركز للقائمة الخضراء، وفقاً للمؤشرات العالمية، وعقدنا، أخيراً، اجتماعاً مع عدد من قيادات الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN) لمناقشة معايير القائمة الخضراء، وقد تم خلال الاجتماع بحث سبل التعاون بيننا في جهود المحافظة على التنوع الأحيائي.
تكريم 3 محميات سعودية
عن مشاركة المركز في فعاليات منتدى مبادرة السعودية الخضراء 2023 المنعقد بالتزامن مع مؤتمر المناخ (كوب 28) في دبي، أوضح الدكتورقربان، أن المؤتمر منصة عالمية لأبرز صُنَّاع السياسات وقادة الرأي وخبراء المناخ لتبادل الأفكار، وكان المؤتمر فرصة سانحة للحديث عن المحافظة على التنوع البيولوجي، ومكافحة تدهور الأراضي، وإبراز جهود المملكة في هذا المجال، في ظل ما تساهم به مبادرة السعودية الخضراء من أدوار محورية لحماية البيئة، وتحقيق أهداف المناخ العالمية، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الاقتصاد الأخضر، والاضطلاع بدور رائد عالمياً في تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري، ثم تحقيق جودة الحياة وحماية البيئة للأجيال القادمة.
وكان من دواعي سرورنا خلال المؤتمر تكريم الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN) ثلاث محميات تابعة للمركز: محمية الوعول، محمية جزر فرسان، محمية عروض بني معارض، تقديراً لالتزام المحميات بالمعايير العالمية للانضمام للقائمة الخضراء التابعة للاتحاد؛ الذي أشاد بجهود المركز في هذه المحميات لتعزيز استدامة الأنظمة البيئية وإثراء التنوع الأحيائي والالتزام بمعايير الإدارة الفعالة في سبيل تحقيق مستقبل أخضر.
دراسة 560 موقعاً
حول المواءمة بين حماية البيئة والمشاريع الاستثمارية، أوضح الدكتور قربان، أنه تمت مراجعة 58 دراسة لتقييم الأثر البيئي، كما تمت دراسة 560 موقعاً لطلبات تعدينية لتقليل الأضرار البيئية الناجمة عن العمليات التعدينية وللمواءمة بين حماية البيئة والمشاريع الاستثمارية، ضف إلى ذلك الشراكات من الموضوعات الملحة والمهمة؛ التي يحرص المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على تفعيلها مع القطاعين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي، بما يتوافق مع التغيرات المحلية والإقليمية والدولية، إذ إن الشراكة المجتمعية ترتكز على قواعد من الفهم المشترك بين القطاعات كافة، بما يؤدي إلى تحقيق التأثير الإيجابي في دعم المبادرات والمشاريع ذات الأثر لحماية الحياة الفطرية، وحماية التنوع الأحيائي، وتعزيز جهوده في التواصل مع المجتمع؛ لتحقيق تطلعاته والقيام بمسؤولياته تجاه الوطن والمجتمع، وقد قطع المركز شوطاً كبيراً في هذا الجانب من خلال سلسلة من التفاهمات مع العديد من القطاعات المستهدفة؛ وفق ضوابط تنظم العلاقة بين مختلف الأطراف في تسيير الأنشطة والبرامج والخطط.
ترشيد السلوك البيئي.. إعلامياً
«عكاظ» سألت الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية: أين وصلت جهود المركز في ترسيخ الوعي البيئي؟ وعّما قدمه المركز إعلاميا في تعزيز الوعي، فقال: إن وعي المواطن كبير بأهمية المحافظة على الحياة الفطرية؛ تعزيزاً للجهود المبذولة في الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية، ونعمل من خلال الإعلام البيئي على نشر ثقافة الحفاظ على التنوع الأحيائي والنظم البيئية في الحياة الفطرية والرقي بالوعي البيئي من خلال حزمة من البرامج التوعوية والتثقيفية والمواد الصحفية والوثائقية المقروءة والمرئية المتوفرة لدينا لزيادة الوعي بتأثير النشاط الإنساني على البيئة، وطرح الحلول الملائمة التي تعزز الاهتمام بقضايا البيئة وتحدُّ من استمرار الممارسات السلبية تجاهها، مع الحرص على استثمار شراكاتنا المجتمعية في هذا الجانب، لإكساب الفرد المهارات المختلفة وخلق الدافعية لديه للمشاركة في حماية البيئة وتنمية مواردها والتنبؤ بالمشكلات البيئية قبل وقوعها، بكل ما يؤدي إليه ذلك من ترشيد السلوك البيئي لدى أفراد المجتمع وتحفيزهم للمشاركة بمشروعات الحماية البيئية.