لن أكرر نشر نص الفقرة (د) من قرار مجلس الوزراء رقم (٨١) التي تعتمد اللغة العربية لغة رسمية في المؤتمرات والندوات في المملكة باستثناء الفنية والتخصصية منها، ولكنني أذكّر الوزراء و المسؤولين بأهمية إظهار الاعتزاز باللغة الوطنية، كما يفعل جميع ضيوفهم من وزراء و مسؤولين وخبراء أجانب عندما يتحدثون داخل وخارج بلدانهم!
اللافت أن بعض المتحدثين باللغة الإنجليزية لا يجيدون نطقها بطلاقة، ويصبح التحدث بالعربية أفضل لهم وأبهى لحضورهم أمام الحضور الذين هم في غالبهم من مواطنيهم!
عندما صدر التوجيه بإلزام كبار المسؤولين الظهور بالزي الوطني وارتداء المشلح في المشاركات والمناسبات الرسمية، استعدنا هيبة ووقار المنصب الرسمي في صورته العامة، وعندما يتحدث المسؤول باللغة العربية في وطنه فإنه يضيف هيبة أعظم لقيمة اللغة العربية ويرسخ الاعتزاز بها كجزء أساس من الهوية الوطنية السعودية!
ولا مانع من أن أعيد نشر قصة حضور اجتماع بوزارة الثقافة الفرنسية قبل عدة سنوات ضمن وفد سعودي، كان نائب الوزير الفرنسي يتحدث باللغة الفرنسية وكان الحوار يتم عبر مترجمين، وعقب نهاية الاجتماع عرض علينا نائب الوزير أن يصطحبنا في جولة داخل المبنى التاريخي للوزارة، وفوجئت به يتحدث معنا باللغة العربية، فقلت له ممازحاً كان يمكنك أن توفر علينا الكثير من الوقت والجهد داخل الاجتماع، فأجاب أن القانون يمنعه من التحدث بغير اللغة الفرنسية في أي اجتماع داخل المقرات الرسمية!
باختصار.. الاعتزاز باللغة العربية جوهر الاعتزاز بالهوية الوطنية، ويكسبك احترام الآخرين أكثر من إعجابهم بلغتك الأجنبية!