يرفض المجتمع كل ما من شأنه المساس بالنظام العام وإثارة النعرات القبلية والمساس بالوحدة الوطنية، والسلم الاجتماعي، وتقديم مرتكبيها للعدالة، وتطبيق أقصى العقوبات بحقهم، ونجحت الأجهزة الأمنية والمختصة في إجهاض كل المحاولات والأفعال، وأعلنت شرطة منطقة الرياض ضبط مواطن أساء لإحدى المناطق خلال مشاركته في مساحة صوتية بإحدى منصات التواصل الاجتماعي، ونشره لمحتوى من شأنه المساس بالنظام العام وإثارة النعرات القبلية، وجرى اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وإحالته إلى النيابة العامة بناءً على أمر النائب العام.
الإطاحة بمثيري النعرات
في واقعة أخرى، قبضت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض على 10 مواطنين؛ لتوثيقهم ونشرهم محتويات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن الدعوة للتجمُّع في مقهيين، ما نتج عنه إثارة نعرات قبلية بين عدد من الأشخاص، وكشف الأمن العام تفاصيل القبض عليهم، إذ تم الإعلان في البداية عن ستة أشخاص والإعلان عن القبض عن أربعة أشخاص آخرين كان لهم دور في هذا التجمّع. وجرى إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم، وإحالتهم إلى الجهة المختصة.
وتواصلت قبضة الأمن، بإعلان شرطة محافظة تربة، إيقاف ثلاثة مواطنين لرفعهم لافتة ذات مضامين تثير النعرات القبلية وتزعزع اللحمة الوطنية، وبيّن الأمن العام أنه تم إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم وإحالتهم إلى النيابة العامة، كما أكد أنه جارٍ القبض على من وثَّق ونشر محتوى مرئياً بذلك، لمخالفته نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية.
كما قبضت الجهات الأمنية في مناطق الرياض وحائل والحدود الشمالية على عددٍ من قائدي المركبات لوضعهم ملصقات تحمل مضامين تثير النعرات القبلية وتزعزع اللحمة الوطنية، وجرى إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم وإحالتهم إلى النيابة العامة.
الإرسال والإعادة والتخزين
شددت النيابة العامة، على أن إنتاج أو إعداد أو إرسال أو تخزين ما يؤدي إلى إثارة النعرات أو العصبيات التي من شأنها المساس بالنظام العام بمنصات التواصل الاجتماعي أو الشبكة المعلوماتية، تعتبر جريمة معلوماتية. ونبهت إلى أنه يتم عقاب مرتكب الجريمة بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، وغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال أو بإحدى العقوبتين، كل من ينتج ما من شأنه المساس بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة أو حرمة الحياة الخاصة أو إعداده أو إرساله أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي؛ طبقاً للمادة السادسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، وشددت النيابة على تطبيق الأنظمة بكل حزم وقوة على المتجاوزين للأنظمة، وكل ما يشكل جريمة تحت طائلة المساءلة الجزائية، مؤكدة على أن تعزيز الوحدة الوطنية واجب.
منع الفُرقة والانقسام
كشف المحامي والمستشار القانوني رامي الشريف، أن الأنظمة والقوانين تعاقب مثيري التعصب والنعرات القبلية؛ التي تضرب اللحمة الوطنية وتذكّي التعصُّب والتفرقة، وبين أن ما يرتكبه البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي تعدُّ من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف المنصوص عليها نظاماً، وبعض الجرائم تكون جريمة مركبة ما بين جريمة التعصب وإثارة الكراهية والمساس باللحمة الوطنية والنظام العام، وإنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام.
وأوضح الشريف، أن المادة الثانية عشرة من النظام الأساسي للحكم قد شددت على أن تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام، كما أكدت تعزيز الوحدة الوطنية، ومنع كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام.
وأضاف المحامي القانوني الشريف، أن نظام الجرائم المعلوماتية جرّم كل من يقوم بإنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة أو حرمة الحياة الخاصة أو إعداده أو إرساله عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي ويعاقب بالحبس والغرامة، بمدة لا تزيد على خمس سنوات وغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، مبيناً أن العقوبة قد تكون بإحدى هاتين العقوبتين أو بهما معاً.
دروس من التاريخ
أكد الخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر الجعيد، أن الإسلام نهى عن العصبيات القبلية؛ لما لها من نتائج سيئة على الفرد والمجتمع، بصُنع الكراهية في المجتمعات، وخلق التشاحن، وتفكيك نسيج المجتمعات، وإحداث الشقاق، وإذكاء الحروب، وإزهاق الأرواح، وتشريع السلب والنهب والقتل، وهتك الأعراض. وقال الجعيد: إن من أهم طرق تفتيت الدول ونشر الأفكار التي تسعى لهدم اللحمة الوطنية هي العصبية القبلية والطائفية في المجتمعات لتحقيق الانتصار على الشعوب وغزوهم ثقافياً وهدم مبادئه، وهو ما ينبذه الجميع؛ فنحن نعيش في نسيج واحد ولحمة وطنية متماسكة، ويجرِّم النظام كلاً من المساس بالنظام العام وإثارة النعرات القبلية والمساس بالوحدة الوطنية، والسلم الاجتماعي، وتقديم مرتكبيها للعدالة. وأبان أن التاريخ مليء بالوقائع التي حدثت بسبب شق اللحمة الوطنية في المجتمعات، فكانت النتيجة إلحاق الهزيمة والانهيار الذي أدَّى إلى الأفول والاندثار وتفكك الدول وإزهاق الأرواح ونهب الثروات.