ولعل أهم وأفضل من كتب في هذا الموضوع هو الخبير الاقتصادي الكبير الدكتور إحسان بو حليقة في مقاله القيم بعنوان «من هو المتقاعد»، والذي فند فيه التعريفات المتناقضة لمفهوم التقاعد وكيف أن الخروج الإجباري لتلك الطاقات الهائلة لا يعني فقدان قدرتها الفورية على العطاء والإنتاج والإبداع.
وقد كنت في حديث شيق مع أحد الأصدقاء منذ أيام قليلة عن موضوع التقاعد وخروج الكوادر المنتجة وصاحبة الخبرة المجربة من سوق العمل، فاستشهد صديقي بأمثلة مهمة ولافتة، قائلا: هناك مجموعة مهمة من الوزراء والقيادات تخطوا الستين عاما ويؤدون أدوارهم بجدية وتألق، مثل الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وماجد القصبي، وصالح الجاسر، ويوسف البنيان، وعبداللطيف آل الشيخ، وأمين الناصر، ونظمي نصر، بالإضافة إلى أسماء كثيرة في مجالات مختلفة، وأضاف: ها هو لؤي ناظر ابن الستين عاما يعود لقيادة نادي الاتحاد.
الكفاءات البشرية هي أحد أهم بنود القوى الناعمة لأي بلد، وهي التي تكون مفهوم رأس المال البشري، وبالتالي هذه مسألة تستحق إعادة النظر في التعاطي معها حتى لا يكون هناك تمييز ضد المتقاعدين والتعامل معهم وكأنهم أناس انتهت صلاحيتهم.