إن تحمّل المسؤولية المجتمعية يعبر عن النضج النفسي والعقلي للفرد ويكون على استعداد للقيام بما يحقق مصلحة المجتمع، فلو شعر كل فرد في المجتمع بمسؤوليته نحو غيره من الناس الذين يكلف برعايتهم والعناية بهم ونحو العمل الذي يقوم به لتقدم المجتمع وارتقى وعم الخير جميع أفراد المجتمع لأن الشخص السوي هو الذي يشعر بالمسؤولية المجتمعية نحو غيره من الناس ويميل دائماً إلى مساعدة الآخرين وتقديم يد العون لهم، ومن هنا لا بد من تفعيل الدور الإعلامي والتربوي في تنمية المسؤولية المجتمعية والاهتمام بقضايا الرأي العام في ذلك وإبراز النماذج الناجحة في المجتمع التي هي قدوة في المسؤولية المجتمعية ونموذج يحتذى به من قبل الشباب وتوفير الزخم الإعلامي الذي يساعد في انخراط الشباب في العمل الاجتماعي وقوافل التنمية الاجتماعية والتعاون مع مؤسسات المجتمع التي تقوم على تفعيل المسؤولية المجتمعية، ناهيك عما يزخر به تراثنا الإسلامي والوطني من النماذج الرائعة في ذلك.
كما أنه من الضروري إزالة ما من شأنه إيذاء أذهان الشباب وأفكارهم مما يشوبها من أفكار دخيلة وأخرى هدامة أو ما يطرحه البعض ممن يظهرون على مواقع التواصل الاجتماعي من محتويات بلا فائدة ولا تمت للمجتمع بصلة، خاصة وأن المجتمع يزخر بالخبراء والمختصين الذين يقدمون المعنى الحقيقي للمواطنة والهوية وهي مفاهيم ذات ارتباط وثيق بالمسؤولية المجتمعية.
إن المسؤولية المجتمعية تحتاج من الجميع تضافر كافة الجهود على كافة المستويات ولعل ما تقدمه قيادتنا الرشيدة من اهتمام بالشباب والتحاور معهم وتهيئة الفرص التي تساعدهم على خدمة المجتمع وخاصة ما أولته رؤية الوطن 2030 من اهتمام بهذه الجوانب وتأهيل القيادات الشابة، هو خير دليل على أهمية هذا البعد وعلى الوعي لدى القيادة الحكيمة بأهمية تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب بوصفهم رهان المستقبل.
لقد خلق الله الإنسان وجعله خليفته في عمارة الأرض وزوده بالمقومات التي تؤهله للقيام بهذه الخلافة ومن ثم أصبحت المسؤولية والإنسان صنوان لا يفترقان طالما توافرت فيه المقومات السابقة، الأمر الذي يجعلنا نمعن النظر في مدى اضطلاع الإنسان بهذه المسؤولية تجاه نفسه وأسرته وزملائه ومؤسسات الدولة والمجتمع، ويعتبر الشباب هم أكثر شريحة تستحق التأمل في مدى قيامهم بمهام مسؤولياتهم المختلفة، خاصة أن الواقع يعكس ولا سيما في الفترة الأخيرة مع انفجار التقنية المعلوماتية ومواقع التواصل الاجتماعي وغياب القدوة الحسنة خاصة فيما يقدمه بعض مشاهير هذه المواقع.