لم تكن تلك اللحظات الزمنية لهذا اللقاء العابر سوى دقائق، لكنها بالنسبة لي هي الحياة.. هي العمر كله الذي وصلت إليه اليوم إلى ما بعد ستة عقود من الزمن.. سنون خضت بغمارها جلّ التجارب المختلفة والمتنوعة، أقساها طلاق أبي وأمي، مروراً بحياة «اليُتْم» بعد وفاة والدي، أسكنه الله الفردوس الأعلى.
أثناء طفولتي المبكرة ما بين نظري لشخصية «الفيصل» الذي تمثل في مكانة وقدر أبي، وثقة التشرف برفع علم وطني (المملكة العربية السعودية)؛ رسخ في ذهني استقرار نفسي أدى بي إلى أن الوطن هو قرة العين ومهجة الروح.. فاللهم أدم أمنه، واستقراره، ووحدته، واتحاده جغرافياً وإنسانياً، وأدم رخاء شعبه، واحفظ قادته وقيادته من أسرتنا الكبيرة «آل سعود» الكرام.
أخيراً..
لعل ذكاء مدير المدرسة، رحمه الله، هو الذي أدى به لأن يعوضني عن خوفي من المستقبل، وخوف مجتمعي عليَّ بسبب معاناتي الأسرية بما تستقر به نفسي وتقر به عيني وطني الحبيب، الذي هو قرة عين مواطنيه وشعبه النبيل الشهم الوفي.