لن ينسى الجميع صوت «طباخ» الذي كان يصدح في أرجاء المدارس التي عُيّن فيها مديراً، قبل أن يتم تعيينه مديراً لتعليم الكبار؛ إذ عاش مع الصغار والكبار في أروقة تعليم المدينة المنورة، يبحث ويحث على مساعدة الكبار في إكمال دراستهم، إذ تدرج في ميادين التعليم وكيلاً، ومديراً، ومشرفاً تربوياً، حتى استقرّ به الأمر مديراً لإدارة تعليم الكبار في إدارة تعليم المدينة المنورة واستمّر بها حتى تقاعده. وأبلى (رحمه الله) بلاءً حسناً في كل قطاعات التعليم التى عمل بها.
كان صاحب شخصية قوية وصارمة مع الطلاب وعطوفاً في الوقت نفسه. وكل الذين عاصروا «طباخ» يعرفون سريرة الرجل في خلقه ودماثة أخلاقه وطيبة قلبه وخفّة دمّه، وظل معروفاً بينهم بجُرأته، وكلمة الحق لا تكون أبداً حبيسة لسانه؛ ينطقها ولو على نفسه.
ازدهر معه «تعليم الكبار» فكانت المدارس الليلية، ومدارس محو الأميّة في المدينة المنورة والمحافظات والقرى التابعة لها، ويكفي الفقيد فخراً أن تحقّق مشروع «المدينة المنورة بلا أميّة».
كان الفقيد (رحمه الله) أحد قادة وروّاد الكشّافة في المدينة المنورة وعلى مستوى المملكة، خدم من خلالها -إلى جانب عمله- قطاع الكشافة وشارك في فعالياته والمعسكرات الكشفية التي تُعقد سنوياً لخدمة الزوّار والحجاج والمعتمرين في مواسم رمضان والحج، وكان ملازماً الصلاة في الحرم النبوي الشريف ومسجد قُباء، رحل (رحمه الله) والجميع يُثني عليه.