وكان تصويتاً أقرب ما يكون إلى الإجماع الكامل، أو هو كذلك حقاً، فلا وزن قطعاً لأصوات شذّت عن صف القارة بعد أن قالت كل الدول بما فيها إيران نعم للملف السعودي، عدا تركمانستان التي أضاعت صوتها في عشق آباد، وفلسطين التي ارتعشت أيادي مندوبيها حين حملت آلة التصويت، وامتنعت عن الإدلاء بصوتها، ثم أنحت باللائمة على خطيئة التقنية وسوءاتها، لا «غباوة» مستخدميها.
وجاء اعتذار رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب، خالياً من القيمة والمعنى، فكيف يصدق الملايين ادعاءه المرض والإعياء، في حين شاهدوه بأعينهم يدلي بالصوت الفلسطيني في صناديق اقتراع الكونغرس الآسيوي أمام الشاشات؟
لقد أنفقت المملكة مئات الملايين على الرياضة الفلسطينية وحدها دوناً عن القطاعات الأخرى، وقدمت برنامجاً متكاملاً لدعم الملاعب الرياضية لإعادة الحياة إلى الرياضة الفلسطينية عامة، وكرة القدم على وجه التحديد. وكان مشروعاً ضخماً لتطوير البنية التحتية الرياضية، وقال يومئذ الاتحاد الفلسطيني نفسه، الذي يتنكر اليوم بالامتناع عن التصويت، قال إن المملكة العربية السعودية هي أكبر الداعمين للشعب الفلسطيني في العديد من القطاعات ومنها الرياضة. ولا ننسى وقفة اللجنة الأولمبية السعودية في وقت سابق قريب بتقديم تبرع مالي لإنشاء مضمار لألعاب القوى في فلسطين، والتعهد بدعم المشاريع التي تخدم الرياضة الفلسطينية.
يحفظ الكوكب والتاريخ عن ظهر قلب وقفات المملكة الإنسانية والسياسية والاقتصادية والرياضية مع فلسطين عبر كل الأزمنة، إنها أفعال خالدة مشعّة، كالقمر، ومثل الشمس، لا يمكن لأحد أن يحجبها حتى في أحلامه. كما يحفظ خسة ونذالة تجار «القضية» الذين تقطبت حواجبهم وعبست وجوههم أمام الملف السعودي، وساقوا غيظهم وشنآنهم إلى قباب كونغرس كرة القدم.
abdullazizNahdi@