بشكل عام، وفيما يخص مدربو كرة القدم، وبالخصوص المشاهير منهم في هذا المجال، وأعني هنا بالمشاهير المدربين الذين خاضوا معترك هذه المهنة في دوريات عالمية كبرى، وحققوا نجاحات فيها، هؤلاء ننظر إليهم نظرة خاصة متى ما قدموا إلى الدوري السعودي، وأصبحوا جزءًا منه، في لحظة التفاوض أو النقاشات حول قبول العرض أو رفضه تجد مستوى معينًا من الرضا عند أنصار الفريق الذي ينوي التعاقد معه، هذا الرضا مبني على بعض الجوانب الفنية ومدى نجاحاته السابقة، والبعض تكون نجاحاته محدودة، لكن عاش كل مسيرته التدريبية في دوريات مهمة ومصنفة عالميًّا ضمن النخبة؛ وبالتالي قدومه لا يعتبر مغامرة متى ما قرر أن يصبح مدربًا في الدوري السعودي، هذا الإحساس أو التوقع لا يختلف عليه أحد، لكن المشكلة الحقيقية التي يعيشها الجمهور السعودي تحضر بعد ما يبدأ المدرب مهمته، فبعضهم يعطينا انطباعًا كأنه لأول مرة يصبح مدربًا، بغضّ النظر عن النتائج، لكن المحتوى الفني للمدرب داخل الملعب ضعيف، ومن هنا يصبح الجمهور في حالة ذهول وحيرة، ويحضر أهم سؤال: كيف لمدرب بهذا الإمكانيات كان يدرب في دورٍ عالمي، يصنف من أهم الدوريات مثل الدوري الإسباني أو الإيطالي أو الإنجليزي، في هذه اللحظة يعيش المشجع حالة صراع بين تاريخ المدرب الجيد وواقعه التعيس في دورينا، هذه النقطة تحديدًا حلها في نطاق ضيق جدًّا، إما أن يكمل هذا المدرب الموسم، وعلى الجمهور تحمل كل تبعيات هذا الصبر، أو تعلن الإدارة المسؤولة عن التعاقد معه الاستغناء عنه، وفي كلتا الحالتين لن تكون نتائج الموسم مرضية.
ما سبق ينطبق على مدرب النصر الإيطالي «ستيفانو بيولي» الذي أمضى جل عمره في الملاعب الإيطالية ولم يغادرها، اليوم هو مع النصر، رغم أن التعاقد معه لم يصاحبه حالة فرح كبيرة من جمهور النصر، لكن الكل عوّل على تاريخه التدريبي في الدوري الإيطالي، وتصورًا أنه بإمكانه النجاح مع النصر، في رأيي إلى ما قبل مباراة السد القطري كنت في منطقة رمادية من «بيولي»، لم يتحدد في ذهني أي انطباع دقيق حول نجاحه أو فشله، بل كنت أنتظر الفترة الشتوية حتى أعرف كيف سيتصرف مع احتياجات الفريق، إلا أنه لم يجعلني انتظر حتى يناير لكي أعطي رأيي فيه، والذي تشكل عندي بعد مباراة السد، وفي تصوري «بيولي» لن يذهب بالنصر بعيدًا في أي بطولة هذا الموسم!
دمتم بخير،،،