وأشار بيان مشترك صادر في ختام الزيارة الرسمية؛ التي قام بها رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان للمملكة، والتقى خلالها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في قصر السلام بجدة، حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في كافة المجالات، وتم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.
وفي بداية الاجتماع، هنأ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الرئيس أردوغان على فوزه في الانتخابات الأخيرة في تركيا. وثمّن الجانب التركي الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار، مشيداً بمستوى التنسيق العالي بين البلدين لتحقيق راحة الحجاج والمعتمرين والزوار من جمهورية تركيا. كما أعرب الجانب التركي عن تقديره للدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية لتركيا في أعقاب كارثة الزلزال الذي وقع 6 فبراير 2023م.
وأشاد الجانبان بما حققته زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى جمهورية تركيا خلال الفترة 23/ 11/ 1443هـ الموافق 22/ 6/ 2022م، وزيارة رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان إلى المملكة العربية السعودية خلال الفترة 28/ 9/ 1443هـ الموافق 29/ 4/ 2022م، من نتائج إيجابية ساهمت في توسيع نطاق التعاون بين البلدين في شتى المجالات، وعززت العلاقات الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا. وأكد الجانبان أهمية استكمال إجراءات تفعيل مجلس التنسيق السعودي – التركي، والعمل على تطوير مشاريع ومبادرات مشتركة وتنفيذها في إطار المجلس.
مواجهة التحديات العالمية
وأشار البيان إلى استعراض الجانبين أبرز تحديات الاقتصاد العالمي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ودور المملكة وتركيا في مواجهتها، وأكدا أهمية رفع وتيرة التعاون في القطاعين التجاري والاستثماري، وحرصهما على دعم فرص التكامل الاقتصادي في قطاعات البنية التحتية، والبناء، والهندسة، والصناعة بما في ذلك الدفاعية والمعدنية، والسياحة البيئية والتراثية، والطاقة المتجددة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وشدد الجانبان على أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في تعزيز العلاقات الاقتصادية للوصول لمستويات أعلى وأرحب، وعبرا عن ترحيبهما بعقد المنتدى الاستثماري السعودي – التركي (الخاص بالمجال السياحي) المزمع عقده أواخر أغسطس من هذا العام في مدينة إسطنبول.
استقرار أسواق الطاقة
وفي مجال الطاقة، أكد الجانبان على أهمية استقرار أسواق الطاقة العالمية، ورحبت تركيا بدور المملكة في دعم توازن أسواق البترول العالمية، بما يخدم مصالح الدول المنتجة والمستهلكة، ويحقق النمو الاقتصادي المستدام.
وعبرا عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون في مجالات الطاقة بما فيها الطاقة المتجددة، والربط الكهربائي بين البلدين، وتصدير الكهرباء من المملكة إلى تركيا وأوروبا، وكفاءة الطاقة، والابتكار والتقنيات النظيفة للموارد الهيدروكربونية، والوقود المنخفض الكربون بما فيه الهيدروجين.
وشدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في عددٍ من مجالات الطاقة؛ بما فيها توريد البترول والمشتقات البترولية والبتروكيماويات، وفيما يخص مسائل التغير المناخي، أكد الجانبان أهمية الالتزام بمبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي، واتفاقية باريس، وأعرب الجانب التركي عن دعمه لجهود المملكة في مجال التغير المناخي.
وأكد الجانبان على تعزيز التعاون المشترك في قطاعي الصناعة والتعدين، وتعزيز مجالات التعاون المستقبلية في قطاع الصناعة والصناعات المعدنية.
وعبر الجانبان عن رغبتهما في تعزيز التعاون والشراكة في المجالات المتعلقة بالاتصالات، والتقنية، والاقتصاد الرقمي، والابتكار، والفضاء. كما أكدا أهمية تفعيل وتعزيز التعاون المشترك في مجالات النقل والخدمات اللوجستية المختلفة، وبحث زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين.
تعزيز التعاون الدفاعي
وعبر الجانبان عن عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق في المجالات الدفاعية، والصناعات العسكرية، وتفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما في هذه المجالات، بما يخدم ويحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويساهم في تحقيق الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وتعزيز التعاون الأمني القائم، والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك؛ ومنها مكافحة الجرائم بكافة أشكالها.
مكافحة الفساد
وأكد الجانبان عزمهما على تعزيز التعاون الثنائي لمكافحة جرائم الفساد العابرة للحدود بجميع أشكالها، ومحاربة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب والغلو وخطاب الكراهية والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، ونشر ثقافة الاعتدال والتسامح.وعبر الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون في المجال السياحي، والسياحة المستدامة، وتنمية الحركة السياحية بين البلدين، وتعزيز الشراكة بينهما في المجالات الثقافية والبرامج والأنشطة الرياضية.
تعاون علمي وتعليمي
وتطلَّع الجانبان إلى تعزيز التعاون العلمي والتعليمي بين البلدين. وبحث الجانبان فرص تطوير التعاون الإعلامي في مجالات الإذاعة والتلفزيون، والتبادل الإخباري، وتبادل الزيارات بين الجانبين.
مواجهة التحديات الصحية
وفي المجال الصحي، عبر الجانبان عن حرصهما على تعزيز التعاون والتنسيق في دعم المبادرات العالمية لمواجهة الجوائح والمخاطر والتحديات الصحية الحالية والمستقبلية والتنسيق بين البلدين بشأن الجهود العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات.
ورحب الجانب التركي باستضافة المملكة للمؤتمر الوزاري الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات المقرر انعقاده في نوفمبر 2024م. وأكد الجانبان أهمية استمرار التعاون بين البلدين في المحافل والمنظمات الدولية؛ مثل صندوق النقد والبنك الدوليين ومجموعة العشرين والتنسيق بينهما لدعم الجهود الدولية في مواجهة التحديات الاقتصادية التي يمر بها العالم.
خطة تنفيذية
ورحب الجانبان بتوقيع برنامج الخطة التنفيذية للتعاون في مجالات القدرات والصناعات الدفاعية والأبحاث والتطوير، والتوقيع على عقدي استحواذ بين وزارة الدفاع وشركة (بايكار) التركية، ومذكرات تفاهم للتعاون في مجالات الاستثمار المباشر، والإعلام، والطاقة، وتوقيع (9) مذكرات تفاهم بين القطاع الحكومي والخاص في البلدين خلال منتدى الاستثمار السعودي – التركي الذي عقد على هامش الزيارة.
تنسيق دولي
وفي الشأن الدولي، جدد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية لصون السلم والأمن الدوليين. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، كما جدد الجانبان إدانتهما واستنكارهما للإساءات المتعمدة للقرآن الكريم.القضية اليمنيةوشدد الجانبان على أهمية الدعم الكامل للجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وأشاد الجانب التركي بجهود المملكة ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار والوفاق بين الأطراف اليمنية، ودورها في تقديم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لكافة مناطق اليمن. وأكدا أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام.
ورحب الجانب التركي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، معرباً عن أمله بأن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأكد الجانبان أهمية التزام إيران بسلمية برنامجها النووي، والتعاون بشفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية مساهمة الجهود في إجراء مفاوضات شاملة تشارك فيها دول المنطقة، وأعرب الجانب السعودي عن تقديره ودعمه لتطوير العلاقات بين تركيا ومصر الشقيقتين.
القضية الفلسطينية
وناقش الجانبان تطورات القضية الفلسطينية، وأعربا عن إدانتهما للاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكدا ضرورة تكثيف الجهود الساعية للوصول إلى سلام شامل وتسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
أوضاع السودان
وحول الأوضاع في السودان، أكد الجانبان أهمية التزام طرفي الصراع بوقف إطلاق النار الدائم والبناء على إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) والوصول إلى حل مستدام للصراع.
الحرب الأوكرانية
وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، أكد الجانبان أهمية إنهاء الحرب من خلال المفاوضات استناداً إلى القانون الدولي، وتغليب الحوار والحلول الدبلوماسية.