ولذلك عندما قرأت الكتاب الجديد الصادر بعنوان: «بيت بن زقر التجاري.. قصة نجاح منظومة تجارية» من إعداد الصحفي الاقتصادي المعروف سعود التويم، فرحت لما لقيته في الكتاب من معلومات قيمة للغاية تتناول تاريخ التجارة في مدينة جدة والجزيرة العربية وتطورها المهم على الصعيد الإقليمي ومن بعد ذلك على الصعيد الدولي، وذلك من خلال حكاية بيت بن زقر أحد أهم البيوت التجارية وأعرقها ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضاً على الصعيد العربي.
وقد تمكن الأستاذ سعود التويم من الإعداد الاستثنائي للكتاب وحصل على كم في منتهى الأهمية من الأوراق والمستندات والمقابلات الشخصية التي وثقت تفاصيل الكتاب الشيق.
فالتاريخ يظهر أن بدايات تاريخ بيت بن زقر التجاري بدأ عام ١٨٨١ من خلال محمد عبيد بن زقر عن طريق دكان صغير داخل حارة الشام في جدة التاريخية لبيع الأرزاق والتوابل لتكبر هذه الفكرة عبر السنوات التي تلتها لتضم بين أسماء شركائها بعضا من أهم الأسماء التجارية الكبرى في العالم مثل يونيليفر، ليبتون، مازولا، دنلوب، سن توب، رباعيات والكثير من الأسماء المهمة الأخرى. مع عدم إغفال أهمية تجارب الشركة في قطاعات مثل السيارات والمعدات الكهربائية والشحن البحري والإنتاج الموسيقي ومجالات أخرى لم تستمر فيها ولكنها كانت مفيدة للمجموعة وساهمت في تطويرها.
ولقد اهتمت الشركة بالبعد الصناعي واعتبرته بعداً إستراتيجياً لنموها، فاستثمرت في الصناعة وأدواتها وأقامت العديد من المصانع العملاقة في المملكة في مجالات مختلفة.
وقد كان لخبرة المجموعة الدولية آثار مهمة في صقل قياداتها وخصوصاً أبناء سعيد محمد عبيد بن زقر، وهم: وهيب وفيصل ومحمد وعبدالله الذين قادوا الشركة إلى العالمية بتميز وساهموا بخبراتهم في مجالس إدارات مختلفة مثل الخطوط السعودية، ومؤسسة النقد وبنك القاهرة وغيرهم حتى شقيقتهم صفية كانت بدورها رائدة الفن التشكيلي في السعودية. واليوم هناك جيل جديد من أبنائهم يواصل مسيرة التميز، وهم: غازي بن فيصل بن زقر (السفير السعودي في اليابان وعضو مجلس الشورى الأسبق)، سعيد بن محمد بن زقر، أحمد بن محمد بن زقر، عبيد بن وهيب بن زقر، ومحمود عبد الله بن زقر.
الكتاب مشوق وسلس وثري ومليء بالمعلومات الغزيرة والجديدة ويفتح أبواباً على تاريخ التجارة والأسر التجارية وعادات التعامل التجاري والقيم والأصول التي قامت عليها وهي مادة ثرية وقيمة تستحق القراءة والانتفاع منها.. كتاب جميل.