بديل لـ«الاستاتن» يقلّص مخاطر النوبات القلبية
يرفض عدد كبير من الأشخاص المعرضين لمخاطر النوبات القلبية، خصوصاً الذين ترتفع نسبة الكوليسترول الضار في دمائهم إلى درجة مثيرة للقلق، تناول عقار «الاستاتن». وهو دواء زهيد الثمن، وفعال في مكافحة تراكم الكوليسترول. ويتذرع هؤلاء بأن هذه الأقراص تجعلهم يشعرون بأوجاع في العضلات. بيد أن دراسة شملت 14 ألف مريض أخضعت للتجربة عقاراً جديداً يقوم بتقليص الدهون الضارة، ولا يسبب أوجاع العضلات، توصلت إلى أنه أدى إلى انخفاض متواضع في مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، والمضاعفات الأخرى الناجمة عن مرض القلب. ونشرت مجلة نيوإنغلاند الطبية الأمريكية نتائج تلك الدراسة. لكن عدداً من الخبراء توقعوا أن يصد كثيرون من المرضى عن الدواء الجديد، باعتباره وجهاً آخر للاستاتن. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أقرت هذا الدواء، المسمى بيمبيدويك، منذ نحو 3 سنوات، لأنه يخفض مستوى الدهون الضارة في الجسم. ونسبت إلى جراح القلب بجامعة ديوك الدكتور جون الإكسندر قوله إن عقار بيمبيدويك لم يستخدم كثيراً، على رغم فائدته المحققة في خفض الكولسترول. لأن التجارب أثبتت قدرته على تقليص مستوى الدهون الضارة؛ لكن لا توجد تجارب ودراسات تؤكد قدرته على تقليص احتمالات إصابة المريض بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو الوفاة بمرض القلب. ولذلك فإن شركات التأمين الطبي قررت عدم تحمل تكلفة هذا الدواء التي تصل إلى 140 دولاراً في الشهر. وأضاف الإكسندر: في عالم طب القلب والشعيرات الدموية نحن نتوقع عادة أن تكون هناك بيانات بشأن مخرجات الدواء الجديد. وأشارت الدراسة إلى أن عقار بيمبيدويك أدى إلى انخفاض متواضع في المخاطر والمضاعفات المترتبة على مرض القلب، من نوبات قلبية، وسكتات دماغية، ووفاة محتملة، وإغلاق الشرايين التي يتعين فتحها. وذلك على رغم أنه لم يسفر عن تقليص نسبة الوفاة المرتفعة لدى المصابين بمرض القلب. وتشير بيانات التجربة إلى أن دواء بيمبيدويك نجح في خفض مستوى الدهون الضارة بحدود 20%. ونجح هذا العقار البديل للاستاتن في خفض مستوى الكوليسترول لدى المتطوعين من 139 ميلليغرام لكل ديسيليتر إلى 107، مقارنة بـ136 ميلليغرام لدى المتطوعين الذين تم إعطاؤهم دواء وهمياً لأغراض التجربة السريرية. وتستطيع أقراص الاستاتن خفض مستوى الكوليسترول بما يصل إلى 50%. ويرى خبراء أن عقار بيمبيدويك لن يغير قواعد اللعبة كثيراً في مجال مكافحة ارتفاع مستوى الكوليسترول، لتواضع قدرته على خفض مستوى الدهون الضارة. وعلى رغم فوائدة المثبتة، فهو ليس كافياً وحده لإنجاز المهمة. ويقولون إن عدداً كبيراً من المرضى يلقون تبعة إصابتهم بأوجاع العضلات على أدوية الاستاتن. ويمكن تغيير مقدار الجرعة، أو تغيير عقار الاستاتن بدواء آخر من جنس هذه العقاقير. لكن مرضى كثيرين ليسوا على استعداد لتغيير قناعاتهم بشأن الاستاتن وأوجاع العضلات.