•• تلك الكلمتان (العبرة بالخواتيم) سكنت روحي قبل جسدي، فحوَّلت العالم البشع حولي إلى جمال خلاَّب.. أعادتني لجملة قديمة سمعتها أو قرأتها تقول: «ما أرَّقّ الصالحين وأقضّ مضاجع المتقين إلا ساعة الإقبال على الله».. وذكرتني بقول بعض أهل العلم، رحمهم الله: «من صدق فراره إلى الله، صدق قراره مع الله».. أولئك الذين صدقت نيتهم فثبَّتهم الله على طريقه المستقيم وأبقاهم عليه.
•• منَّا من ذوي المشاعر العميقة؛ من يُوقن يقين ثقة بعبارة «العبرة بالخواتيم»، فينساب إليها كجدول ماء رقراق.. ومنَّا من تضفي عليه قدراً من المهابة، فيقفز إلى ربه هرباً من الدنيا وهمومها.. ومنَّا من تتلألأ في أعماقه كالنجوم العائمة على سطح البحر، فتبث في داخله روح التحدي والإقبال على الله والحياة.. فالصادق مع الله يحسن الوفادة عليه، فيوفقه إلى خواتيم البركة والخير.
•• هناك من تضرب روحه مشاعره فلا يشعر بالاحتواء ودفء «الخواتيم».. وهناك من يتعامل مع «الخواتيم» بصناعة هياج يتلاعب بأحاسيسه.. وهناك من يعش مع «الخواتيم» وكأنه في سجن مظلم.. وهناك من يتخلى «الخواتيم» الجميلة فيلقي بها في جوف الحياة.. أما من يجعل خواتيمه مشرقة دائماً؛ فإن نورها وبركتها تبقيان معه طوال عمره.. وتلك هي «الخواتيم» التي تملأ الأنفس والقلوب بالراحة والسعادة.