تمسكت السعودية بموقفها الثابت مما يحدث في قطاع غزة. فقد أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً، أمس، من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضرورة بذل الجهود الممكنة لخفض التصعيد، وضمان عدم اتساع رقعة العنف، لتلافي تداعياته الخطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وشدد على رفض المملكة استهداف المدنيين، وأهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، ووقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والبنى التحتية. كما أكد ولي العهد، ضرورة تهيئة الظروف لعودة الاستقرار، وتحقيق السلام الدائم بالوصول إلى حل عادل لإقامة دولة فلسطينية. وشدد الأمير محمد بن سلمان – خلال تلقيه اتصالاً هاتفياً أمس من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو – على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لخفض وتيرة التصعيد، وضمان عدم اتساع رقعة العنف، ورفع الحصار عن غزة. كما أكد رفض المملكة تهجير الفلسطينيين من غزة. وشددت السعودية، على موقفها الذي جسّده ولي العهد، خلال مشاركتها في قمة السلام بالقاهرة أمس. فقد قال رئيس وفد المملكة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، إن السعودية ترفض بشكل قاطع انتهاكات القانون الإنساني الدولي من قبل أي طرف، وتطالب بإلزام إسرائيل بالتقيد بالقانون الدولي. كما تطالب بفتح فوري لممرات إنسانية آمنة إلى غزة. وقال، إن الأحداث المأساوية في فلسطين تحتم التحرك العاجل لوقف إطلاق النار، مجدداً رفض السعودية بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين. وكانت قمة السلام في القاهرة فرصة لغالبية دول الاتحاد الأوروبي لـ«تصحيح» وتوضيح مواقفها من النزاع في غزة. فقد ندد القادة الغربيون بهجمات حركة حماس، لكنهم أكدوا وقوفهم مع الحقوق الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني. وعلى رغم دخول أول فوج من شاحنات الإغاثة من معبر رفح إلى قطاع غزة، استمرت إسرائيل في قصف المدنيين في القطاع، غير عابئة بالإفراج عن رهينتين أمريكيتين كانت تحتجزهما حماس. وكشفت بلومبيرغ أمس، نقلاً عن مصادر حكومية أمريكية، أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين بدأوا يتشاورون حول مستقبل قطاع غزة بعد قيام إسرائيل بتدمير حماس. وتشمل الخيارات إقامة حكومة مؤقتة في القطاع تساندها الأمم المتحدة، بمشاركة حكومات عربية. لكن المصادر قالت، إن المحادثات لا تزال في مرحلة مبكرة، وتتوقف على النجاح المحتمل للاجتياح الإسرائيلي البري للقطاع. وأكدت، أن الأمر سيتوقف في نهاية المطاف على موقف الدول العربية من المقترحات الأمريكية الإسرائيلية. وتمسك متحدث باسم البيت الأبيض، بأن الأولوية حالياً تنصرف إلى توحيد العالم ضد «الإرهابيين»، وتوصيل المؤن الإنسانية إلى غزة. وأشارت بلومبيرغ، إلى أن مصير قطاع غزة بعد الاجتياح الإسرائيلي يسبب قلقاً شديداً للولايات المتحدة. ويسعى معاونو الرئيس جو بايدن، إلى تحقيق توازن بين تأييد إسرائيل ضد حماس، والتحرك لمعالجة الأزمة الإنسانية. وذكرت بلومبيرغ، أن واشنطن وحلفاءها يسعون إلى إقناع إسرائيل بتأخير الاجتياح البري، لتمكين أكبر عدد من المدنيين من المغادرة، ولإعطاء فرصة لمحادثات سرية مع قطر بشأن وساطة قطرية لإطلاق 199 رهينة تحتجزهم حماس. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت (الجمعة): إن إسرائيل لا تنوي إعادة السيطرة على القطاع. لكنه قال، إنها ستخلق «واقعاً أمنياً جديداً» هناك؛ بينما قال زعيم المعارضة يائير لابيد: إن من الممكن إعادة القطاع إلى السلطة الفلسطينية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أن بايدن ومعاونيه نصحوا إسرائيل بتفادي توسيع نطاق الحرب لتشمل حزب الله اللبناني. ونسبت إلى مسؤولين أمريكيين قولهم، إن إسرائيل ستواجه صعوبة في فتح حرب على جبهتين في وقت واحد. وهو نزاع يمكن أن يؤدي بسهولة إلى التحاق إيران والولايات المتحدة بالحرب في غزة.