هيئة الموسيقى وهيئة المسرح والفنون الأدائية هما اللتان تقومان بهذا العمل الفني الراقي في البلاد المكسيكية، لتحقيق أهداف رؤية المملكة في دعم الثقافة، وتمكينهم في مشروع تنموي كبير.
المشاركة السعودية هناك، كانت مع بعض الفرق الموسيقية الوطنية الشعبية في المكسيك، حيث قدمت عروضاً فنية موسيقية مشتركة، وقدمت الفرقة الفنية السعودية وفاجأت الجمهور المكسيكي هناك بأداء أغنية مكسيكية قوبلت بالتصفيق والرقص على أنغامها، وكلنا شاهدنا وزيرة الثقافة المكسيكية تتراقص وتتفاعل بحب وعفوية مع الجمهور الضخم على أنغام مقطوعة «فوق هام السحب». كم شعرت بالسعادة والفخر بمشاهدة فنوننا تقدمها فرق سعودية وطنية ورقصات مصاحبة لها تؤديها تلك الفرق على تلك المسارح أمام جمهور المكسيك، الذي قد لا يعرف عنا الكثير ثقافياً، وهذه الفعاليات هي أقرب الطرق للوصول إلى العالم بعيداً عن الصورة النمطية المشوهة التي يحاول البعض قولبتنا فيها، هي قوى ناعمة أو سمها ما تريد، ولكنها جميلة وتحمل أبعاداً إنسانية عنا لشعوب العالم، بتكاليف لا تقارن بالأدوات الأخرى في قضايا السياسة والاقتصاد والرياضة مثلاً، المهم فيها التخطيط الجيد والاختيارات المناسبة وعدم التكرار الممل.
الفرقة الموسيقية تضم عازفين وعازفات، إضافة إلى مؤدين ومؤديات في الكورال وهذا يفرح القلب. وجود المرأة السعودية في هذه المناشط الثقافية بعيداً عن النظرة الذكورية التي ترسخت لدينا لعقود مضت. الآن عندنا ثورة ثقافية، المرأة حاضرة فيها، ولو أنني كنت أتمنى أن تكون المرأة مشاركة بأداء الرقصات الفلكلورية والشعبية على المسرح هناك، لكان الأثر والتفاعل أجمل، فوجود المرأة والرجل معاً بهذه المناشط يعكس الحالة الطبيعية للحياة وليس العكس، ومن يحاولون عزلها وإقصاءها. آمل من وزارة الثقافة وهيئة الموسيقى وهيئة المسرح والفنون الأدائية، أن تقوم بمثل هذه الحفلات الراقية والجميلة لفنوننا الشعبية داخل المملكة وفي مناطقها المختلفة، فنحن مشتاقون لرؤية هذه الأعمال داخل مسارحنا الوطنية. نعم توجد أولويات، ولكن في حال فرق وطنية فنية تؤدي أعمالها بالداخل سوف يرتقي بأدائها ويزيد من شعبيتها وتجربتها.