والمثل العربي يقول: «الكتاب باين من عنوانه».
يالله صباح خير؛ أصدّق مين أنا الآن؟!
فما هذا التناقض والاختلاف في الرؤى، وأي نظرة يا تُرى هي الصحيحة والواقعية بالفعل لأنكم (برجلتوني)!
فإذا أردت الكتابة والاقتداء بالنهج الغربي سوف أقول للقارئ اللئيم أكمل قراءة المقال إلى آخره ثم احكم عليه، وإذا أردت الكتابة والاقتداء بالنهج العربي فسوف أقول للقارئ الكريم ارجع للعنوان.
هل من المفترض أن يكون عنوان كل شيء دلالة واضحة على فحواه، فنحن قد نكون أقرب للسطحية؛ لأننا ننغر كثيراً بالمظاهر، ونهتم بالشكليات الخارجية غالباً، ونُهمل المضمون في تعاملاتنا وعلاقاتنا الإنسانية.
و-اسم الله علينا- أو (أصّمَله)، أغلبنا قد يحكم على الآخرين من هندامهم ومظهرهم الخارجي عند أول لقاء، ويكون ملبسهم وشكلهم وطريقة حديثهم هي دلالات ظاهرية لديهم بالقبول أو بالرفض.
ولكن في الواقع؛ المظهر الخارجي للناس يكفي لنحكم على مدى نظافتهم واهتمامهم بأناقتهم ومظهرهم أمام الآخرين، ولكن داخلهم صدقوني لا يعلم فيه إلا الله، فما نراه منهم لا يعكس ما لا نراه.
فقد تجد شخصاً (نظيفاً) من الخارج، ولكنه (وسخ) من الداخل. وقد تجد شخصاً (سعيداً) أو هكذا يبدو عليه، ولكنه (تعيس) من داخله. وقد تجد شخصاً (مُحباً) لك في الظاهر، ولكنه (الخبث والخبائث) في الباطن!
ومع كل هذا؛ لا أدري لماذا يهتم البعض بالقشور، فالحياة علمتني أن أكثر الناس سطحية هم أولئك الذين يحكمون على الناس سريعاً، ويرسمون في رؤوسهم صوراً للآخرين لا تُشبههم وليست بالحجم ولا بالتفاصيل الحقيقية لهم.
لذا بارك الله فيكم لا تحكموا على الناس قبل أن تُعاشروهم، وتعرفوهم، وتنكشف لكم معادنهم خصوصاً في الشدائد، فبعض الأشخاص مثلي لا يتكررون في العُمر إلا مرة واحدة فقط.
سوف تقولون لي بس (يا آخر حبه،)، نعم أنا آخر حبه ومن فضلكم اصمتوا ودعوني وشأني أعيش اللحظة بكل نرجسية، وبعدها قولوا عني ما شئتم، فأنا في الأخير لستُ مع المثل العربي ولا مع المثل الغربي، أنا مع نفسي، ونفسي معي.
وعلى كل حال عزيزي القارئ؛ إذا أعجبك المقال (فالمقال باين من عنوانه)، وإذا لم يعجبك (فلا تحكم على المقال من عنوانه)، أو أقولك مو مُهم (اقلب الصفحة).