وأهم ما يميز هذا المرض -كما ذكرت الإخصائية ندى العيسى- أن الشخص المصاب بمتلازمة المربع المفقود يميل للشكوى الدائمة من وضعه وحياته، ويعتقد بأن عدم السعادة هو ما يدفعه إلى الشكوى، مؤكدة أن القول الأصح: «إن الشكوى هي التي تؤدي إلى عدم السعادة».
وهذا الأمر من رأيي يتقاطع مع موضوع «الطموح»، فقد لاحظتُ أن بعض أهل الطموح والتميز مصابون بهذا المرض، وهم في طريق طموحهم؛ لأنهم يفتقدون الصبر والعمل بجهد فيتحولون ضحايا للمربع الناقص، فنجدهم يكثرون الشكوى ويعلقون الأسباب في رقاب الآخرين.
كذلك أغلب خونة الأوطان الذين يقعون في الفشل أو عندما يعيشون حالة عدم الرضا خصوصاً بالأوطان التي توفر كل سبل الأمان والراحة لمواطنيها مصابون بهذه المتلازمة ويعيشون في المربع الناقص بلا رجعة.
كما أن هناك دوراً فاعلاً في برامج تطوير الذات وبرامج الطاقة الاجتهادية في دعم التوسع في المربع الناقص للأفراد.. أغلب هذه البرامج الاجتهادية تخلق مساحة للشخص تجعله يغرق فيما ينقصه وهماً منه بأن هذا النقص هو حاجته الحقيقة في الحياة، كما أنها تدفعه إلى النظر بمثالية ولواقع يختلف عن واقعه وينسى مع الأمر مهاراته الحقيقية التي تعد مصدر قوته، وينشغل بالوهم فيمرض. تماماً مثل خزعبلات برامج «طاقة الثراء» التي جعلت البعض يدفع ما يملك من مبلغ حتى يلتحق بالبرنامج ويخرج منه فقيراً بلا مال!
ختاماً.. كلنا ناقصون ويجب أن نتصالح مع نقصنا ونطوّر ذواتنا دون أن نقع في المربع.