وبلا شك هناك فائدة اقتصادية كبيرة ومهمة في أهمية الالتزام بالسلامة؛ فمخالفة السلامة في المنشآت بشكل عام يمكن أن يكون له آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد الفردي والوطني؛ تبدأ من تكاليف الحوادث؛ إذا حدثت حوادث في المنشأة نتيجة لمخالفة السلامة، فقد تتكبد المنشأة تكاليف هائلة لتعويض الضحايا وإصلاح الأضرار وقد تشمل هذه التكاليف تكاليف الرعاية الصحية والتعويضات والتصليحات، وتلك التكاليف قد تكون مرتفعة جدًا وتؤثر سلبًا على الأرباح والميزانية.
أيضًا قد تؤثر على الإنتاج في حالة وقوع حادث كبير في المنشأة حينها يتعطل الإنتاج بشكل مؤقت أو حتى دائم وهذا يؤدي إلى خسارة الإنتاجية وتوقف تدفق السلع أو الخدمات التي توفرها المنشأة، مما يؤثر على الإيرادات والاقتصاد المحلي.
كما أنه قد يكون لمخالفة السلامة تأثير واسع النطاق على القطاعات المرتبطة بالمنشأة، فعلى سبيل المثال، إذا توقفت منشأة كبيرة لإنتاج النفط أو الكهرباء، فقد تتأثر قطاعات أخرى مثل النقل والصناعات التحويلية والتجارة بشكل كبير وبالتالي يؤدي الأمر إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وهكذا. أما على مستوى المؤسسات الخاصة والشركات، فإهمال السلامة له تأثير على سمعة الشركة؛ إذا أصبحت المنشأة معروفة بمخالفات السلامة وحوادث العمل، فقد تتأثر سمعتها بشكل سلبي. هذا قد يؤدي إلى فقدان الثقة من قبل العملاء والمستثمرين، مما يؤثر على العمليات التجارية والعلاقات التجارية ويقلل من الإيرادات. وبالنسبة لتكاليف الامتثال لمتطلبات السلامة يمكن أن تكون مرتفعة أيضًا، وتشمل هذه التكاليف تكاليف التدريب والتجهيز والتحديثات المستمرة للأنظمة والمعدات للامتثال للمعايير السلامة.
ختامًا.. هناك جهود إعلامية كبيرة تبذلها المديرية العامة للدفاع المدني على منصات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية عمومًا للتوعية بالأضرار الجسيمة لمخالفة السلامة في المنشآت؛ لذلك يجب على المنشآت الالتزام بمعايير السلامة وتنفيذ إجراءات الوقاية والتدريب المناسبة لضمان سلامة العمل والحد من حدوث الحوادث، كما ينبغي تدريب عامليها على التقنية الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي وطريقة رفع مخالفة سلامة عبر التطبيق الذكي «مدني» الخاص للمديرية العامة للدفاع المدني ونشره بين جميع العاملين. وعليها أيضًا التفاعل المستمر مع المواد التثقيفية والإعلامية للمديرية؛ لرفع مستوى الوعي لديها ولدى العاملين بما يستجد من مخالفات حتى لا تقع فيها ولا تعطل سير تطورها وتقدمها.