وهذا مفرح؛ كون المجتمعين في تخصصات مختلفة، لأن شؤون الحياة تعددت بصورة لم تكن متواجدة في أزمان سابقة، وإذا كان هذا الاجتماع مبعثه التشاور في المسائل النازلة على المجتمع الإسلامي، لتبادل وتداول الرأي في تلك النوازل.
ومن المقرر أن تتطرق الجلسات إلى عدة مواضيع، وعلى سبيل المثال: بيان حكم إلزامية التعليم بشقيه الديني والدنيوي على كلا الجنسين في الإسلام، وأثر جائحة كورونا على أحكام العبادات والأسرة والجنايات، وآثار الجائحة على أحكام العقود والمعاملات والالتزامات المالية، وحكم الصلاة بغير العربية لعذر ولغير عذر، وحكم الصلاة خلف الهاتف والمذياع.
وسوف يتم البحث عما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي وضوابطها، و«الرؤية الشرعية لمعالجة ظاهرة مجهولي النسب»، و«حكم الإجهاض بسبب الاغتصاب، وتغيير الجنس في الإسلام»، و«دور آليات التمويل الاجتماعي الإسلامي في دعم العمل الإنساني في مناطق الصراعات والنزاعات والكوارث»، وختم الخبر أن هناك قضايا أخرى تحمل أهمية بالغة لكثير من المسلمين.
فما هي تلك القضايا التي لم يذكرها الخبر؟
سؤالي مبعثه أن هناك قضايا ملحة وأكثر إلحاحاً وأهمية مما ذُكر.
فتجريف عقول الشباب أكثر أهمية من البحث عما يمكن إجازته أو تحريمه في وسائل التواصل..
شيوع أفكار جديدة قائمة على الدرس، ومنبثقة من رؤى جديدة للآيات القرآنية وأحاديث السنة، وهذه الأفكار لا تحتاج إلى حكم إجازة أو رفض، وإنما محتاجة إلى علماء يقابلون تلك الأفكار الحجة بالحجة، فكثير من الأفكار المتداولة تعد نازلة، وهذا أهم من آليات التمويل الاجتماعي..
ومن النوازل تغير الجنس، وقضية المثلية، وهما أهم كثيراً من أي حكم فقهي في قضايا اجتماعية سيارة.
أعتقد أن على علماء الأمة التقدم إلى الأمام بدلاً من انتظار النازلة، فدوران الحياة أكثر سرعة وتنوعاً واختلافاً عما ألِفه المنتظرون لعقد ندوة أو التداول في قضايا يمكن الحديث عنها على هامش تجمعات العلماء.
أعتقد أن النوازل غدت أشبه تمثلاً بالبيت الشعري:
تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد..
وقد تكاثرت النوازل، مما يستوجب الحركية الآنية، وأتصور أن الضرورة القصوى تكوين لجنة لمناقشة الأفكار الجديدة وليست الممارسات الحياتية الجديدة، الأفكار إذا سرت ترسخت، والأفكار الجديدة يمكن احتواؤها فقط تحتاج إلى عقول سابقة لزمنية ما يتم مناقشته حالياً.