ونحن أبناءها دورنا أن نتحول لجنود يسخِّرون أنفسهم لحمايتها، وصنَّاع يبذلون جهدهم لصناعتها، ومزارعين يقضون وقتهم ويبذلون جهدهم لبذرها وتعهدها ورعايتها، وأطباء يعالجون أي قصور أو ضعف يظهر في تراكيب واردة على ألسنة من يجهلونها، فلا نترك لهم مجالاً ليتلاعبوا بها ويحرفوها، فنحن لهم بالمرصاد، وكل شيء يهون في سبيل لغة الضاد.
فما العيب في أن نعوِّد عليها أبناءنا منذ الصغر؟!، ولِمَ الخجل في أن نتحدث بها وبكل فخر؟!، وما الضير في أن نبدأ بتعلمها حتى الظَفَر؟!، فلو قام كل منا بدوره وحزم على إعلائها أمره، لعادت وسادت، ولكل دخيل عليها أبادت.
نحن حراسها فإن سلمت فذاك بجهودنا.. ونحن سلاحها فإن ظلت فنحن من أنقذناها، وإن ماتت فنحن من قتلناها، ولا عذر لنا إن قصرنا بحقها حتى أضعناها، لأننا سنفقد أصلنا إن نحن فقدناها، وإن حصل فما خسرتنا ولكننا خسرناها.
هي «أم اللغات.. وأمي»، فإن هجرتها فهو عقوقي وجرمي، وإن تركتها فهو دائي وسقمي، سخرت لها أمسي وغدي ويومي، وجددت للذود عنها عزمي، فبها عملي، وعليها علقت أملي، ولن يظل علوها بعد اليوم حلمي، سيصبح واقعي، فلن أترك لنفسي مجالاً لأي تقصير ولوم.
سأقدم لها بذلي عملاً بعلمي، وسأقوى بها دوما في حربي وسلمي، ولها حديثي سأخص، وفي سبيل عودتها، والذود عنها جعلته ينص.