السعودية اليوم هي أسرع بلد ينمو في العالم وفي جميع القطاعات، وأكثر بلد يشهد حراكاً على المستويات كافة، وأكثر بلد تتجه إليه الأنظار من الشرق والغرب؛ فلا يمكن أن يمر يوم من دون أن يكون هناك حدث دولي، أو إطلاق لمشروعات نوعية، أو استضافة مناسبات عالمية، أو الاحتفاء بمنجزات وطنية، أو تنظيم فعاليات مجتمعية على نطاق واسع، ولا ينتهي نشاط إلّا والآخر يتبعه في مهمة تواصلية مع المستقبل بشكل دائم، حيث ترك هذا الحراك غير المسبوق تاريخياً حالة من التنافسية بين الجميع على تقديم الأفضل، واستثمار نجاحات الآخرين والبناء عليها في مهمة تكاملية بين مؤسسات الدولة والمجتمع.
اليوم لو تنسق جهة حكومية مع لجنة الفعاليات بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية على موعد لإطلاق مشروع أو تنظيم حدث لن تجد كثيراً من التواريخ متاحة، بل روزنامة طويلة من الأحداث والمناسبات والإطلاقات على المستويات كافة، وهذه الحالة التي تتكرر هي في ازدياد مطرد كل عام، ومؤشر حقيقي على حيوية المجتمع، واقتصاده المزدهر، وطموح الوطن الذي لا يتوقف.
مدينة مثل الرياض وعلى امتداد الأشهر الستة المقبلة لا يمكن أن تجد بسهولة حجزاً لقاعة لتنظيم حدث أو فعالية؛ فالمواعيد محجوزة مسبقاً، وكذلك الحال لسكن الفنادق من فئة الخمس نجوم، ولا يمكن أن يمر يوم في العاصمة من دون أن يخطط سكانها وزوارها للتوجه لحضور مناسبة أو معرض، أو المشاركة في فعالية، أو زيارة مواقع الترفيه التي هي الأخرى جعلت الخيارات متعددة للأسر.
الحراك السعودي الذي يتمدد في كل مدينة ومحافظة ومركز موعود مع فصل الشتاء بفعاليات أخرى ذات تفاعل أكثر، وأجمل، وأسرع، والجميع ينعم فيها بخيارات أكثر تنوعاً، وهذه الإضافة الشتوية لروزنامة الفعاليات في المملكة؛ تجعل منها الوجهة الأكثر تفضيلاً للسيّاح من كل دول العالم، ليس لأن الصحراء في حالة ترف خاصة مع عشاقها، ولكن لأنها تأخذ نصيبها من ذلك الحراك، مثل ما يأخذ البحر والجبل والساحل نصيبه، وهذا سر آخر لجمال التنوع الطبيعي في المملكة، المعزز بالقيم والثقافة ومظاهر الحضارة السعودية.
وطن عظيم، ورؤية صنعت الفارق في زمن وجيز، وشعب فخور بما تحقق، وقيادة ملهمة تسابق الزمن لنكون أولاً.