ورحّب الدكتور العيسى، بالحضور الرفيع لهذه المناسبة العزيزة، حيث الاحتفاء بهذا المنجز الإسلامي الأضخم في سياقنا المعاصر للتعريف بسيرة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام، مشتملةً على قيمها الرفيعة، وذلك بأحدث التقنيات، مؤكداً، في الوقت ذاته، أن نشر السيرة العطرة يعزز الوعي الإسلامي، ويكشف مجازفات التطرف، فضلاً عن إيضاح حقائق الإسلام لغير المسلمين. وأعرب العيسى، عن شكره للدعم الذي لقيه المتحف في فرعه المغربي من الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية ومنظمة الإيسيسكو، وهم من سخروا كافة إمكاناتهم لخدمة المتحف، ولا سيما ما سهلته منظمة الإيسيسكو من إيجاد المقر في ضيافتها.
وألقى المديرالعام للإيسيسكو الدكتور سالم المالك، كلمة أكد فيها أن نجاح المعرض والمتحف جاء مع الرعاية السامية التي يحظى بها تحت رعاية الملك محمد السادس، وشرف حفل افتتاحه ولي عهد المملكة المغربية الأمير الحسن، منوهاً بأن هذا الصرح العلمي الكبير هدية خالدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأشار المالك، إلى أن مقر الإيسيسكو تشرَّف بتوافد الزوار من جميع أنحاء العالم الإسلامي وخارجه، لزيارة المعرض احتفاءً بتميز ما يقدمه المعرض والمتحف من علم ومعرفة لسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليصل عدد الزوار إلى ثلاثة ملايين زائر في مدى زماني وجيز.
ونوّه المالك، بالشراكة الاستراتيجية الثلاثية؛ التي تجمع منظمة الإيسيسكو ورابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء، وأثمرت هذه النسخة من المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية.
من جانبه، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي، أن المعرض والمتحف التأم من أجل استعراض صفات وقيم الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسؤولية النبوة؛ باعتبارها المسؤولية الأكبر التي عرفها الكون، بطرائق مبسطة لكي تصل إلى جميع المتلقين، وهو التحدي الذي رأيناه يتجسد واقعاً في هذا المعرض برحاب الإيسيسكو.
عرض ثلاثي الأبعاد بـ 7 لغات
يهدف المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية إلى تقديم رسالة الإسلام؛ ممثلة في العدل والسلام والرحمة والتسامح والتعايش والاعتدال، اعتماداً على القرآن الكريم والسنة الشريفة والتاريخ الإسلامي المضيء، باستخدام أحدث التقنيات التي تجعل الزائر يعيش أبعاد السيرة النبوية والمشاهد والآثار التاريخية وكأنه في قلب الحدث، حيث تم تزويد المعرض والمتحف بتقنيات الواقع الافتراضي والعرض ثلاثي الأبعاد؛ الذي يُظهر العديد من المشاهد والمعالم التاريخية والمقتنيات، التي وردت في سيرة النبي الكريم بسبع لغات عالمية، هي: العربية والإنجليزية والإسبانية والأوردية والفرنسية والتركية والإندونيسية.
ويضم المعرض والمتحف، ثلاثة أجنحة رئيسية؛ الأول: «المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية»، الذي تشرف عليه رابطة العالم الإسلامي، ويتضمن عدة أقسام توثق لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعرض الجناح الثاني: «بانوراما الحجرة النبوية الشريفة في العصر الأول»، مفردات الحياة اليومية للرسول صلى الله عليه وسلم، في حجرته الشريفة، بتقنيات ثلاثية الأبعاد وآليات الواقع الافتراضي، أما الجناح الثالث فهو: «معرض صلة المغاربة بالجناب النبوي الشريف، جمال المحبة والوفاء»، الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، فيضم في أقسامه عرضاً مفصلاً لصلات المغاربة بالرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام.
إنشاد.. وتكريم الزائر رقم 3 ملايين
كرَّم الدكتور العيسى والدكتور المالك والدكتور عبادي، الزائر رقم 3 ملايين للمعرض والمتحف؛ وهو الدكتور محمد بلبشير الحسني، مؤسس شعبة الدراسات الإسلامية بالمغرب. وأعقب التكريم فقرات من الإنشاد الديني في مدح خير الأنام صلى الله عليه وسلم، أحياها المنشدون: مصطفى عاطف؛ من مصر، ومحمد راضي الشريف؛ من السعودية، وعبد الحكيم خيزران؛ من المغرب، واختتم الحفل بأبيات للشاعر السوري الكبير أنس الدغيم. يشار إلى أن المعرض والمتحف هو النسخة المتجولة الأولى من معارض السيرة النبوية والحضارة الإسلامية خارج المملكة العربية السعودية، التي تحتضن المدينة المنورة مقرها الرئيس، وتحظى باهتمام خاص ورعاية كريمة من المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد.