وبدأت أعمال التدشين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلا ذلك الكلمة الافتتاحية للعيسى قال فيها: «لقد تمت دراسة فكرة هذا المشروع الرائد الذي يُعَدُّ من وجهة نظرنا الأول من نوعه، وذلك بالنظر لمحتواه ومستهدفاته من قبل وكالة الرابطة لخدمة الكتاب والسنة، لينطلق في بدايته التأسيسية من داخل المقر الرئيسي للرابطة بمكة المكرمة، حيث مهبط الوحي والقبلة الجامعة». وأكد أن الرابطة حسنة من حسنات المملكة العربية السعودية أهدتها للعالم الإسلامي، وأنها في مزيد من العمل الإسلامي على ضوء رؤيتها ورسالتها وأهدافها وقيمها، تنطلق من محضنها الكبير مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، فأجزل الله مثوبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، على ما قدما ويقدمان للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.
فروع دولية دائمة
وأوضح العيسى، بأن زائر مبنى الرابطة سيتمكن من الاطلاع على محتويات المتحف، كما سيتجول في وقت وجيز حول العالم من خلال فروعه الدولية الدائمة وليست المؤقتة، مشتملاً في كل محطة يُشَرِّفُها على ما تحتاجه من المحتوى وفق استطلاعات الرابطة من خلال توصيات مراكزها وفروعها ومنسوبيها حول العالم.
وأضاف: يستهدف المتحف، خصوصاً في فروعه العالمية، التعريف بالقيم القرآنية، والأحكام الحكيمة التي تضمنتها آيات الذكر الحكيم، قال الله تعالى: «ونزَّلنا عليك الكتابَ تبياناً لكلِّ شيءٍ، وهدىً ورحمةً وبُشرى للمسلمين»، وقد قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن نبينا وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: «كان خُلقه القرآن».
وأردف: سيضم المتحف مشتملات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وهي المدعومة بالحقائق العلمية المقطوع بها، مع جانب مهم آخر، وهو استعراض الاستفسارات الأكثر تداولاً عن القرآن الكريم من قبل غير المسلمين، سواءً كان ذلك بإعدادها المُسبق، أو تلقي الاستفسارات لاحقاً من قبل الزُّوار، أو عبر وسائل التواصل، ومن ثم الإجابة عنها، وستكون الإجابة على نوعين منها ما هو في نفس اللحظة عن طريق العلماء والباحثين العاملين في كل فرع، أو عن طريق اللجان العلمية المتنوعة بحسب موضوع كل استفسار.
شهادات شخصيات عالمية
وأضاف بأن المتحف يشتمل على شهادات «موثقة» لأبرز الشخصيات العالمية غير الإسلامية، التي عبَّرَت عن انطباعاتها حول الكتاب الكريم، وهي رموز متنوعة في اختصاصها ووازنة في صدقيتها وتأثيرها، والمسلم لا يحتاجها لكونه بحمد الله على عقيدة راسخة بكتاب ربه جل وعلا، وإنما غيرُ المسلم لتصله الشهادة في هذا من بني جنسه، وبمعنى آخر ممن يُصَنِّفُهُ كشاهدٍ محايد، ليطلع عليها بحيثياتها العلمية والمنطقية.
وسيكون المتحف في غالب فروعه الدولية موجهاً لغير المسلمين، كما سيتم استخدام وسائل التقنية الحديثة في العرض، وبعدة لغات. وتضمنت الدراسة المعدّة الحاجة الملحّـة لمثل هذا المُتحف وتحديداً في العصر الحديث؛ بوصفه حسب الدراسات الاستطلاعية فريداً من نوعه، خصوصا أن فروعه الدولية موجهة في الغالب لغير المسلمين. وقال: رصدت الرابطة عدداً من الاستفسارات العالقة التي تتوافر إجاباتها لدينا بحمد الله، وهنا نشير إلى أن عدداً من الجهلة والمغرضين وظفَّوا تلك الاستفسارات للنفخ فيها بسياقات مسيئة، جاء ذلك عبر عدة منصات، وذلك لمحاولة النيل من الإسلام، وهي إيرادات في غاية البطلان والسقوط أمام الحق والروح الهادية والجامعة والقيم العالية التي اشتملت عليها آيات الذكر الحكيم، أمام كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
15 ألف دراسة علمية
أوضح العيسى، بأن المتحف سيتضمن سرداً تاريخياً لمخطوطات المصحف الشريف، والإسهامات العالمية في خدمتها، وكذلك استعراض أهم مخرجات المؤتمرات والملتقيات والمحاضرات والمؤلفات ذات الصلة بالقرآن الكريم وعلومه، ويكفي أن مجموع ما تم رصده من قبل الرابطة من الرسائل الجامعية في علوم القرآن الكريم حتى تاريخ هذا التدشين يناهز الـ15 ألف رسالة علمية، ولا نعلم حسب الاستقراء التام والتتبع الدقيق أن كتاباً تمت خدمته على هذا الوصف مثلما تمت خدمة القرآن الكريم ولا قريبٍ من ذلك. وأضاف العيسى قائلاً: شاركت في إعداد مشروع هذا المتحف إدارة شؤون المجلس العالمي لشيوخ الإقراء التابع لرابطة العالم الإسلامي، مؤكداً بأنه سيكون للمتحف هيئة استشارية تضم عدداً من كبار علماء العالم الإسلامي وفي طليعتهم أعضاء الهيئة العليا لوثيقة مكة المكرمة، معقباً بأن من مهمات المتحف تنظيم المؤتمرات والملتقيات والمحاضرات حول العالم، وكذلك الحوارات الهادفة والمثمرة، ونشر البحوث والدراسات والمطويات التعريفية، ومن ذلك حصر الإجابات عن الاستفسارات وهي المشار إليها سابقاً، وموسوعة القيم في القرآن الكريم، مشتملة على الموقف من غير المسلمين، وما يثار في هذا من شبهات تَبْطُل تماماً أمام النظر الصحيح في معاني الكتاب الكريم والتي تمثلها سيدنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في سُنته المطهرة وسيرته العطرة، وإنتاج الأعمال الفيلمية التعريفية والتعليمية.
وتابع أمين عام الرابطة: هداية القرآن الكريم أوضح من مُحَيَّا النهار، غير أن السياق المعاصر تطلب إبرازها في عرض يراعي تحولاته الأخيرة، نعم نعلم أن هناك معارض ومتاحف أخرى عن القرآن الكريم لكن هذا المتحف يتميز بدوليته من خلال فروعه حول العالم «هذا من جهة»، كما يتميز عن غيره بأمرين آخرين، وهما محتواه ومستهدفاته التي راعت التحولات المعاصرة، خصوصا سجالاتها الأخيرة. حضر أعمال تدشين المشروع قيادات الرابطة والشخصيات العلمية العالمية المنضوية تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي.
التعريف بالقيم القرآنية
الأحكام الحكيمة لآيات القرآن
غالب فروعه موجهة لغير المسلمين
استخدام التقنية الحديثة في العرض
إبراز الإعجاز العلمي للقرآن الكريم