ويتجنب الصدر منذ أكثر من عام الحديث عن القضايا السياسية بشكل مباشر، وانشغل في الأشهر الماضية في تفسير القرآن. وتقول أوساط زعيم التيار إنه تلقى عددا من الخطابات من «أطراف شيعية في تحالف الإطار التنسيقي» للمشاركة في الانتخابات «لكنه لم يرد».
وتجري انتخابات مجالس المحافظات بعد أقل من 3 أشهر، ولأول مرة بعد 2003 لن يشارك الصدريون.
ولفت نائب صدري سابق وأحد قيادات التيار إلى أن الصدر ومنذ بدء مناقشات قانون الانتخابات الأخير «وهو يرفض المشاركة».
وقال: رفضنا كل أنواع التواصل مع لجان الإطار التنسيقي لأن زعيم التيار لا يريد التعاون مع هذه المجموعة، وهو ما دفع رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، إلى التحذير من أن هناك صعوبة في استمرار العملية السياسية في العراق من دون زعيم التيار الصدري.
وكان الصدر طالب في 2022، قبل تشكيل حكومة محمد السوداني، بإجراء انتخابات مبكرة وفق قانون الانتخابات السابق (الدوائر المتعددة)، وعلى خلاف إرادة زعيم التيار مرر البرلمان في مارس الماضي، قانونا جديدا للانتخابات يعتمد نظام «سانت ليغو».
ورفضت أغلب القوى المستقلة والمدنية القانون الجديد الذي اعتبر بأنه جاء على مقاس الأحزاب التقليدية.
وإثر ذلك، حاولت تلك القوى الحصول من الصدر على موقف من رفض القانون أو الانتخابات بشكل علني، عقب عدم اشتراك تياره بالانتخابات.
وفي هذا الشأن، دعا تحالف المستقلين، زعيم التيار الصدري إلى تبني موقف حاسم بشأن انتخابات مجالس المحافظات.
وقال التحالف في بيان إنه «في الوقت الذي تتصاعد فيه وتائر الاستعداد لإجراء انتخابات مجالس المحافظات، يلاحظ تحالف المستقلين أن هناك عزوفا واسعا للأغلبية الصامتة عن المشاركة».
وعزا التحالف الذي يضم عددا من النواب المستقلين والناشطين، العزوف لأسباب سياسية ومجتمعية واقتصادية تتمثل في استمرار فشل العملية السياسية والتي أُسست على نظام المحاصصة وتخادم المواقف بين الكتل، وغياب المعارضة.