كان الأمل ولا يزال يحدو كثيرين إلى أن يشهد العام 2023 نهاية نازلة فايروس كورونا الجديد؛ خصوصاً بعدما حقق الرئيس الصيني شي جينبينغ رغبات شعب بلاده في وضع حد للقيود الوقائية القاسية، التي اتسمت بها إستراتيجية «صفر كوفيد». ومن الطبيعي أن تؤدي إزالة تلك القيود إلى ارتفاع عدد الحالات الجديدة. لكن هل هو ارتفاع يكفي لتخويف العالم من أن الصين ستقود بلدانه إلى انبعاث جديد للوباء العالمي؟ أوغل الغربيون في تصويرهم لحقيقة المشهد الصحي في الصين.. ملايين الإصابات الجديدة.. عشرات آلاف الوفيات.. والصين صامتة. لكن بعض الجهات الغربية تضطر إلى الاعتراف بأن تلك الأرقام المرعبة ليست سوى «بروباجندا» ضد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وقوة كبرى تنافس القطب الذي لا يزال يتمسك بأنه الأوحد في قيادة العالم. فقد كتبت «نيويورك تايمز» أمس الأول تحت عنوان: «إلى أي مدى هو سيئ تفشي كوفيد في الصين؟ إنها لعبة تخمينات علمية»؛ أن العلماء حول العالم يبحثون عن خيوط تقودهم إلى معرفة الوضع الحقيقي للأزمة الصحية في الصين. وزادت أن ذلك مهم للاطمئنان على صحة مئات الملايين من الصينيين، وعلى مستقبل الاقتصاد العالمي، ولمعرفة مستقبل وباء كوفيد-19. وأشارت إلى أنه في غياب معلومات شفافة من الحكومة الصينية فإن الأمر كله لا يعدو أن يكون لعبة تخمينات علمية لتحديد حجم وشدة الأزمة في أكبر دول العالم من حيثُ الكثافةُ السكانية. فقد انبرى فريق من الباحثين في هونغ كونغ لدرس بيانات المسافرين في خمس محطات لقطارات المترو في بكين لمعرفة مدى التفشي في الصين. وفي سياتل بالولايات المتحدة؛ يسعى عدد من المختصين في إعداد النماذج الحسابية إلى الاستعانة بمعلومات يزعم أنه تم تسريبها من جهات حكومية صينية لرسم معالم الوضع الصحي الحقيقي في الصين. وفي بريطانيا، انبرى عدد من العلماء لتحليل الفعالية الحقيقية للقاحات الصينية الصنع. كل تلك الفرق تسعى إلى هدف واحد: معرفة سرعة تفشي الفايروس في الصين، وعدد الوفيات الناجمة عن ذلك التفشي، وهل سيكون التفشي الراهن هناك سبيلاً لظهور سلالة متحورة جديدة تروّع العالم من جديد؟ وعلى رغم شح البيانات الصحيحة، فإن جميع أولئك العلماء خرجوا بسيناريوهات متشابهة، خلصت إلى أن الأشهر الأربعة القادمة ستشهد وفيات بكوفيد في الصين تعادل عدد وفيات أمريكا به خلال سنوات الوباء العالمي الثلاث.
وفي المقابل؛ انتهزت أجهزة الإعلام الصينية فرصة احتفالات الصينيين بحلول سنة 2023 لتظهر للعالم أن الصينيين مبتهجون في الشوارع، وتحت أضواء الألعاب النارية، لأن تفشي الفايروس أضحى تحت سيطرة الجهات الصحية. وكان ملفتاً بوجه الخصوص إقبال سكان ووهان- المدينة التي انطلق منها الفايروس في نهاية 2019- على الاحتفال بمقدم السنة الجديدة. وأكد عدد من سكانها لـ«رويترز» أن القلق من أن يؤدي إلغاء تدبير «صفر كوفيد» إلى تفش واسع النطاق للوباء قد انتهى. وقطعوا بنجاح مرحلة التعايش مع الفايروس، واعتباره مرضاً متوطناً محلياً. ومما تنبغي ملاحظته أن الرئيس شي جينبينغ قال في كلمته بمناسبة السنة الجديدة إن من الطبيعي أن يرفض الصينيون تدابير «صفر كوفيد». وكانت حكومته قد تخلت عن تلك الإجراءات المشددة في 7 ديسمبر 2022، إثر احتجاجات نادرة عمّت مدن البلاد، بما فيها العاصمة بكين، التي يقطنها نحو 21 مليون نسمة. وأعلن المركز الصيني للحد من الأمراض أمس (الأحد)، أن البلاد شهدت وفاة وحيدة في 31 ديسمبر 2022، أسوةً باليوم الذي سبقه. ونقلت «رويترز» عن صينيين في مدن ووهان وشينغدو وبكين أن محلات متعهدي دفن الموتى تعج بذوي المتوفين. لكن مسؤوليها رفضوا التحدث عن عدد الجثامين التي يتعاملون معها. وذكرت حكومة محافظة غوانجو (الأحد)، أن عدد الحالات الجديدة بلغ ذروته، بحدود 60 ألف إصابة يوةمياً، لينحدر إلى 19 ألف إصابة جديدة يومياً. وكتبت وكالة شينخوا الرسمية للأنباء تعليقاً أمس (الأحد)، ذكرت فيه أن الإستراتيجية الراهنة، بعد التخلي عن «صفر كوفيد» هي «نهج تم تخطيطه بإحكام، وعلى أساس علمي، في ضوء تغير طبيعة الفايروس». وأشارت الوكالة إلى أن الصين زادت إنتاج الأدوية، خصوصاً مسكنات الألم، مثل آيبوبروفين وباراسيتمول بمعدل 190 مليون قرص في اليوم، ما يفوق إنتاجها خلال مطلع ديسمبر بنحو خمسة أضعاف. وأضافت أن إنتاج فحوص كورونا تضاعف خلال شهر ليصل إلى 110 ملايين فحص يومياً.
************
كادر
************
أمريكا تقر علاجاً جديداً لـ«التصلب اللويحي»
أعلنت شركة تي جي ثيرابيوتكس الدوائية الأمريكية، أمس الأول، أنها تسلمت موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء من الأجسام المضادة الأحادية النسيلة لعلاج مختلف أصناف مرض التصلب اللويحي. ويرتفع بذلك عدد الأدوية المتاحة لمعالجة هذا الداء إلى ثلاثة عقاقير. وذكرت الشركة أنها تعتزم طرح دوائها الجديد في الأسواق خلال الربع الأول من سنة 2023. ولم تعلن شيئاً عن سعره. لكنها قالت إن العقار الجديد يحمل اسم «برويمفي». وقال محللون ماليون إنهم يتوقعون أن يصل سعر الدواء الجديد إلى نحو 30 ألف دولار في السنة للمريض الواحد. وفي المقابل، فإن دواء شركة روش هولدينغ الدوائية السويسرية للتصلب اللويحي، ويسمى تجارياً أوكريفوس، يكلّف نحو 68 ألف دولار في السنة. ومرض التصلب اللويحي هو مرض في الأعصاب يدفع جهاز المناعة إلى مهاجمة خلايا الدماغ، ما يؤدي إلى إعاقة حركة العضلات. ويصل عدد المصابين به في الولايات المتحدة إلى نحو 400 آلاف شخص، بحسب إحصاءات المعاهد القومية الأمريكية للصحة. وفيما يستهدف العقاران الآخران للتصلب اللويحي خلايا الذاكرة في الجهاز المناعي (خلايا T)، فإن عقار برويمفي يستهدف خلايا B، لمنعها من التسبب بالالتهاب الذي يؤدي إلى هذا المرض العصبي. وأظهرت بيانات التجربة السريرية أن عقار بريموفي أثبت فعالية في تقليص النوبات التي تضرب المصابين كل سنة. وعلى صعيد آخر، وافقت الصين على أقراص مولنوفيرابير، التي ابتكرتها شركة ميرك الدوائية الأمريكية لمعالجة مرضى كوفيد-19، الذين تراوح إصابتهم بين الخفيفة والمتوسطة.
*************
إنفوغراف
*************
مرصد «عكاظ» الصحي (الأرقام بالمليون)
• إصابات العالم: 664.97
• وفيات العالم: 6.70
• أمريكا: 102.51
• فرنسا: 39.32
• ألمانيا: 37.37
• اليابان: 29.30
• إسبانيا: 13.68
• الأرجنتين: 9.89
• تايوان: 8.87
(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ جومز هوبكنز/ نيويورك تايمز- 1/1/2023)