ويأتي توقيع الاتفاقيتين في إطار الجهود التي تبذلها المملكة، من خلال الصندوق السعودي للتنمية، لدعم التنمية في البلدان النامية والدول الجزرية الصغيرة النامية حول العالم. ونفّذ الصندوق منذ بدء أعماله في 1975م، أكثر من 700 مشروع وبرنامج إنمائي في 85 دولة حول العالم، ويمثل توقيع الاتفاقيتين بداية النشاط الإنمائي للصندوق في سانت فنسنت والغرينادين، ما يجعلها الدولة السادسة والثمانين التي تتلقى الدعم والتمويل للمشاريع والبرامج الإنمائية من الصندوق، كما تتواءم الاتفاقيتان بصورة وثيقة مع هدف الصندوق المتمثل في دعم قطاعات الرعاية الصحية والبنية الاجتماعية.
وستسهم الاتفاقية الأولى في بناء مركز رعاية أولية في ساوث ريفرز، بقيمة 6 ملايين دولار؛ بهدف تعزيز جودة قطاع الرعاية الصحية، وضمان حصول السكان المحليين على الخدمات الصحية اللازمة، والحد من الأمراض المزمنة، والمساعدة في خفض معدلات الوفيات في المنطقة، كما سيعمل المشروع على إيجاد فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، إضافة إلى تدريب الطاقم الطبي والمساعدة في تعزيز الرعاية الصحية على المدى الطويل وقدرتها على الصمود، فيما خُصصت الاتفاقية الثانية، التي تبلغ قيمتها 10 ملايين دولار، لبناء مركز ثقافي فني وسوق للمنتجات الحرفية والزراعية في بيل فيو، إذ سيعمل المشروع على تعزيز الصناعات الحرفية والحرف اليدوية والثقافية والإبداعية في البلاد، وستكون له إسهامات مهمة في تعزيز السياحة والاقتصاد، والنمو الاجتماعي والثقافي والصحة العامة.
وسيسهم المشروعان في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتحديداً الهدف الثالث؛ المتمثل في الصحة الجيدة والرفاهية، إضافة إلى الهدف الثامن، المتمثل في العمل اللائق ونمو الاقتصاد.
.. وغونسالفيس: للسعودية دور ريادي في الشرق الأوسط
رئيس وزراء سانت فنسنت والغرينادين قال خلال كلمته في حفل مراسم التوقيع: «تُعد المملكة من أكبر الداعمين لبلادنا، كما أن لها دوراً ريادياً في منطقة الشرق الأوسط، ونتطلع من خلال توقيع هاتين الاتفاقيتين إلى فتح آفاق التعاون الإنمائي مع المملكة، وتعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين التي يمتد تاريخها منذ حكم أول رئيس وزراء لبلادنا».
من جانبه، أكّد رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية التزام المملكة بتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في البلدان النامية والدول الجُزرية الصغيرة النامية، ودعم تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وقال في كلمته خلال مراسم التوقيع: «يمثّل هذا اليوم خطوة مهمة لكلا بلدينا في مجال التعاون التنموي، بعد أن وقّعنا اليوم أول مشروعين تنمويين يدعمهما الصندوق السعودي للتنمية في سانت فنسنت والغرينادين».
وتجسّد الاتفاقيتان حرص المملكة على دعم الدول النامية للتغلب على التحديات التي تواجه التنمية، كما تؤكد على أهمية التعاون والتضامن الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، للإسهام في تعزيز النمو الاجتماعي والازدهار الاقتصادي في الدول النامية والدول الجزرية الصغيرة النامية.