قال الكاتب في المقدمة «إن هدف الكتاب التأمل بالظاهرة الخطابية للسعادة بالتأمل بمتون فلاسفة كبار؛ إذ لا تكاد تقرأ لفيلسوفٍ من دون أن يعرج على السعادة، تعثر على وجهة نظر حولها لدى كل فيلسوف. ولا عجب فهي الحلم المبتغى، والهدف الأسمى، والغاية العظمى. وبالتأمل في الإنتاج الفلسفي من الإغريق حتى اليوم تجد أن السعادة تجربة أكثر من كونها نظرية. وأنها ومضة أكثر منها حكمة، وأنها حصيلة مجموعة من الأخطاء أكثر من كونها مجموعة من المواعظ المخطوطة في كتاب. وبعد تصاعد خطاب السعادة التسويقي الذي انتشر عبر الكتيبات والدورات، كتبتُ مجموعة من التأملات، ليس ببحثٍ على طريقة المعتكفين على الهوامش والحواشي، وإنما هي خلاصة خطاطات، وثمرة قراءات، ومجموعة من التأملات، أردت منها تكثيف السؤال عن السعادة، لا الوصول إلى حقيقتها المستحيلة».