إن التحذيرات التي أطلقتها السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وتأكيدهما أهمية الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار (قصير الأمد)، والترتيبات الإنسانية في السودان التي وقع عليها الطرفان في مدينة جدة (السبت)، تبين حرص الوسطاء على المضي في الوصول إلى حل نهائي لهذه الحرب الظالمة بين إخوة السلاح ورجال البلاد، الذين ينبغي عليهم اغتنام الفرصة كون الخروقات سيكون لها انعكاس سلبي على الحياة العامة للمدنيين.
إن الشعب السوداني اليوم بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية وإلى عودة الخدمات الأساسية، فالاستمرار في الحرب لن يؤدي إلا إلى مزيد من الكوارث، فالشعب السوداني يستحق كل الاهتمام والرعاية وتحقيق مصالحه في العودة إلى العملية السياسية، بدلاً عن هذه الحرب التي لن يستفيد منها إلا أعداء السودان.
إن إعلان بدء لجنة المتابعة والتنسيق نقاشاتها البناءة في مدينة جدة حول المساعدات الإنسانية، وإيصالها للمحتاجين والانتهاكات والخروقات التي شهدتها الخرطوم وبعض الولايات السودانية طوال الـ48 ساعة الماضية، يؤكد حرص الوسطاء على اقتلاع الأزمة من جذورها، لذا يجب على طرفي الصراع التجاوب مع تلك الجهود والعمل على تنفيذ بنود الاتفاقيات على الأرض وبشكل سريع دون تلكؤ أو مماطلة.