وأوضحت الوزيرة أن الشركات الفرنسية مُلتزمة بالتحوّل في مجال الطاقة، وتشارك في مشاريع السعودية الكبرى لإزالة الكربون، والمساهمة في التنوع الاقتصادي في إطار رؤية 2030.
• ما الهدف من زيارتكم إلى المملكة العربية السعودية؟
•• هذه زيارتي الأولى إلى السعودية بصفتي وزيرة الانتقال في مجال الطاقة، تلبية لدعوة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي لديه العديد من المشاريع الطموحة في قطاع الانتقال في مجال الطاقة المتجددة، لاسيّما في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين والطاقة النووية.
• لقد وضَعَت فرنسا لنفسها هدفاً لتُصبح الدولة الصناعية الأولى المحايدة للكربون، كيف ذلك؟
•• عبر نقطتين؛ الأولى تخفيض استهلاك الطاقة، والثانية عبر تسريع إنتاج الطاقة الخالية من الكربون، مع هدف واضح وهو التخلّي عن الوقود الأحفوري، وهذا يمرّ بإعادة إطلاق شبكة الطاقة النووية، من خلال بناء ستة مفاعلات عالية القوّة تحديداً، والتطوير المكثّف للطاقة المتجدّدة. لذلك نحن نستثمر بشكلٍ مكثّف، من خلال خطّة فرنسا 2030، التي تهدُفُ تحديداً إلى تطوير مفاعلات نوّوية جديدة معيارية modular reactor وأيضاً إلى مواكبة قطاع الهيدروجين.
وأشيد بطموح السعودية بأن تصبِح محايدة للكربون بحلول 2060، وأطلقت في 2021 «مبادرة السعودية الخضراء»، كما أنها تضطّلع بدور المحرّك الإقليمي في إطار «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، وفرنسا ترغبُ أن تعمل معها لتحقيق هذه الغاية، عن طريق الشراكة، لاسيما استعداداً لمؤتمر COP28.
معالم في سجل العلاقات الثنائية
• كيف تصفون العلاقة بين البلدين في مجال الطاقة؟
•• بعد زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون إلى جدة في ديسمبر 2021، قام ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بزيارتين إلى باريس، وخلال زيارته الأخيرة، شارك في القمّة من أجل ميثاق مالي عالمي جديد، التي عُقِدَت في 22 و23 يونيو الماضي، وهدفت إلى اقتراح نموذجٍ جديد للحد من حالات عدم المساواة والتغييرات المناخية ولحماية التنوّع البيولوجي.
وفي فبراير الماضي، وقّعت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية السيّدة كاترين كولونا مع وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان مذكّرة تفاهم حول الطاقة، يؤكد مجدداً مكانة الطاقة الأساسية في قلب العلاقة الثنائية. وأخيراً، في مجال الطاقة، إن الشركات الفرنسية، لاسيما الشركات التي ترافقني خلال هذه الزيارة، مُلتزمة تماماً في التحوّل في مجال الطاقة، وعليه، فهي تشارك في مشاريع المملكة العربية السعودية الكبرى لإزالة الكربون والتنوّع الاقتصادي في إطار رؤية السعودية 2030.
حضور مثمر للصناعيين الفرنسيين بالمملكة
• ما برنامج زيارتكم؟
•• سألتقي وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان لمناقشة سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة النووية، والطاقة المتجدّدة والهيدروجين، وهنا أشيد من ناحية، بالمكانة المهمّة التي يشغلُها الصناعيون الفرنسيون في مجال الطاقة المتجدّدة في المملكة، مع مشروع طاقة الرياح في دومة الجندل، أكبر مزرعة إنتاج الطاقة الهوائية في الشرق الأوسط، ومشروع محطة الطاقة الشمسية في جنوب جدة، حيث شركة كهرباء فرنسا المتجددة EDF renouvelables شريكٌ أساسيّ، ومن ناحية أخرى، أعلنت توتال إنيرجيز إنهاء تمويل مشروع الطاقة الشمسية في وادي الدواسر.
كما أود أن نتطرق إلى مؤتمر COP28، حيث إن المملكة العربية السعودية تؤدي دوراً أساسياً إلى جانب الإمارات العربية المتحدة التي سترأس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لطرح طموحات جديدة للحد من انبعاثات غاز الاحتباس الحراري في القطاعات الصناعية، نظراً لدورهم الريادي على المستوى العالمي.
كما سأترأس إلى جانب الأمير عبدالعزيز بن سلمان منتدى اقتصادياً حول الهيدروجين، الذي ستشارك فيه شركات فرنسية وسعودية كبيرة متخصّصة في هذا المجال، وستُشكّل هذه الطاولة المستديرة الخطوة الأولى من خطّة عملٍ وُضِعَت في إطار مذكرة التفاهم في مجال الطاقة، وسيتمحور المنتدى حول تعزيز الشراكات بين الشركات الفرنسية والسعودية في مشاريع إزالة الكربون وتطوير طاقات المستقبل لحماية كوكبنا «الطاقة المتجدّدة والنوّوي».