وسط تصاعد حدة الغضب الشعبي، كشفت مصادر موثوقة في صنعاء لـ«عكاظ» عن حالة قلق وخوف في أوساط المليشيا الحوثية ظهرت بفرضها إجراءات مشددة ونشر لمسلحيها في مختلف الشوارع والأحياء في العاصمة.
وقالت المصادر إن قيادات الحوثي وجهت مليشياتها على مداخل صنعاء بمنع دخول مسلحي القبائل إلى وسط العاصمة ومراقبة أي تحركات شعبية، مبينة أن دوريات شوهدت تتمركز أمام جامعة صنعاء وفي شارع الزبيري وميدان التحرير ومداخل الأسواق الرئيسية والشوارع الأكثر ازدحاماً.
وأضافت المصادر أن قيادات المليشيا وجهت عناصرها بالتواجد في مكان عملهم وهددت بمعاقبة كل من يتغيب، موضحة أن الكثير من ناشطي وشباب صنعاء لجأوا لإنشاء حسابات وهمية على «تويتر» لدعم أي تحرك شعبي ضد الظلم والفساد والتجويع الذي تمارسه المليشيا.
وذكرت المصادر أن الكثير من اليمنيين يناقشون في المجالس مع من يثقون بهم الطريق المثلى للخروج بثورة جياع تؤدي إلى إنهاء سيطرة الحوثي على مؤسسات الدولة ونهب الإيرادات وحرمان الموظفين من مرتباتهم.
وانتشرت خلال الأيام الماضية فيديوهات ليمنيين في صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي يكشفون فيها عن تعرضهم لانتهاكات كبيرة على أيدي المليشيا الحوثية، مطالبين بإنقاذهم من ظلمها.
من جهة أخرى، نقل موقع «عدن الغد» عن ما وصفها بالمصادر المطلعة في محافظة ذمار قولها إن المليشيا الحوثية اعتدت على موقع «هران» الأثري بمحافظة ذمار، وأقامت عددا من الإحداثات وأعمال الطمس والتشويه المنظم بمبرر إنشاء مشروع سياحي تموله جمعية إيرانية، مؤكدة أن المليشيا تعمل بمساندة خبراء إيرانيين على طمس الهوية اليمنية ونهب الآثار وبيعها في الأسواق السوداء.
وأشار مختصون يمنيون إلى أن استهداف الحوثي للمواقع الأثرية يندرج ضمن جرائم الاستهداف المتكرر لمواقع ومعالم اليمن التاريخية وشملت بعضها جرائم النهب والتهريب والبيع بطرق معلنة وسرية، والتفجير وتحويل بعضها إلى مخازن أسلحة وثكنات عسكرية، مطالبين بحملات منظمة لفضح جرائم المليشسيا بحق المواقع والمتاحف التاريخية في اليمن.
وتداول ناشطون يمنيون صوراً لما أطلق عليه مشروع «شلال الكوثر» بموقع هران الذي تنفذه السفارة الإيرانية في صنعاء بتمويل جمعية الكوثر الإيرانية، مؤكدين أن المشروع الإيراني غطاء لجرائم حفر ونهب منظم للمخزون الأثري اليمني.
وندد الأستاذ المساعد في كلية الآدب بجامعة ذمار يحيى دادية بجرف المليشيا للموقع الأثرية في «هران»، محملاً القيادي الحوثي محمد البخيتي المعين من المليشيا محافظا لذمار المسؤولية.
وقال دادية: إن أي استحداث في المعلم الأثري، صغُر أم كبُر، سيعرضه للطمس والتدمير، مضيفاً: «كان بالإمكان تحويل ذلك الموقع إلى متنفس للزائرين بطريقة أخرى، كونه يمتلك من المقومات ما يؤهله ليصبح متحفا مفتوحا بأقل التكاليف ودون الإضرار بأي أثر فيه».