ويعد الاستثمار في صحة الإنسان أحد أهم أهداف حكومتنا الرشيدة، من خلال العديد من الطرق والوسائل والبرامج العلمية والصحية، التي من شأنها الارتقاء بصحة الإنسان السعودي، وتلقيه أرقى الخدمات والرعاية لتحقيق هذا الهدف النبيل.
والحقيقة أن تطرقي لموضوع «الاستثمار في الصحة» من خلال الرياضة أو غيرها، يأتي مواكباً لنفس الشعار الذي أطلقه «ملتقى الصحة العالمي»، والمعرض المصاحب له، الذي تنظمه وزارة الصحة في الرياض خلال الفترة من 29 وحتى 31 من أكتوبر الجاري، والذي يناقش برنامجاً متكاملاً للارتقاء بالخدمات الصحية في مملكتنا الغالية، التي تشهد تحولات كبيرة في توفير حياة صحية أفضل عبر رعاية صحية شاملة محورها الإنسان، تقوم على مبدأ الوقاية قبل العلاج، وهو الهدف الأسمى الذي تحققه بممارسة الرياضة واعتيادها.
ما دعاني إلى دعم هذا التوجه والدعوة له والتحفيز عليه؛ هو وجاهته، وتلاقيه مع الأهداف الرياضية السامية، حيث يتقاطع الهدفان في نقطة واحدة وهي أهمية الصحة وضرورة الاستثمار فيها، سواء بالرعاية الصحية أو بالوقاية وإعداد البدن عن طريق ممارسة الرياضة.
ولأكون صريحاً لست ضليعاً في الأمور الصحية، إلا أن أكثر ما لفت انتباهي في «ملتقى الصحة العالمي» ومعرضه، أنه يتيح لزواره من الأفراد والمهتمين والمتخصصين تطوير معارفهم ومهاراتهم عبر عدد من المسارات المتخصصة، بمشاركة نحو 100 متحدث، عبر 30 جلسة حوارية، إلى جانب مشاركة أكثر من 300 شركة عارضة من الشركات العالمية والإقليمية والمحلية من 29 دولة، وهو ما يمثل فرصة نوعية لاستكشاف آلاف المنتجات، ومشاهدة أحدث أجهزة الرعاية الصحية، والتعلم من خلال مؤتمرات التعليم الطبي المستمرة. بالإضافة إلى إتاحة فرص هائلة واستثنائية لكل ما يخص الاستثمار في صحة الأفراد بمفهومها الشامل.
وهنا أريد أن أشكر وزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل على فكرة هذا الملتقى العالمي، وعلى شعاره وأهدافه وموضوعاته المتعددة والمفيدة للفرد وللمنظومة الصحية في المملكة بشكل عام، لأن مثل هذه الفعاليات الكبرى، كما تفيد المتخصصين، فهي أيضاً تعيد الوعي للأفراد والمجتمع، بأهمية أن يستثمر الإنسان في صحته، للوصول إلى مجتمع صحي وحيوي، وقادر على التقدم والإنتاج والإبداع.