من أين نبدأ..؟ وماذا نكتب أمام حضرة هذا العميد الاستثنائي الذي ولد من رحم المعاناة.. ومدرجه الفخم الذي واصل النضال وكتب قصة الكفاح لإعادة فريقه إلى منصات الأبطال (مكانه الطبيعي) بعد أن مارسوا ضده كل خطط الحروب في محاولات يائسة لإسقاطه وإبعاده عن طريقهم.. بعد أن أيقنوا أن حضوره سيحجبهم.. الاتحاد يا متسلقي جبلا صعب التضاريس.. وطرق الوصول إلى قمته الشامخة وعرة.. الاتحاد متعة كرة القدم.. في مجده وانكساره.. يطرب له ولجمهوره جميع الرياضيين على اختلاف ميولهم.. ويفزع بحضوره جميع المنافسين.. بوصلة فرح توجه المحبين.. وتضبط نمط حياتهم.. لا يكلون ولا يملون.. من الركض خلفه في كل ملعب وديرة.. يرددون.. أهزوجة الجسمي.. نحضر لك وتامر أمر.. ونولع الملعب جمر.. حنا معك عِشرة عمر يا الاتحاد أرقى سما..
نعم عِشرة عمر تربط هذا المدرج بكيانهم.. توارثت حبه الأجيال.. كبارا وصغارا.. أطفالا وشبابا وشيوخا وذوي الهمم يتسابقون في الدعم والحضور.. أهازيجهم تربك المنافسين وتفسد خططهم.. أمواج بشرية تصفق وتهتف وتزلزل الملاعب بجنون.. الاتحاد يا سماسرة اللعبة.. فرحة البسطاء.. ومنجم ذهب يحتاج إلى عقلية استثمارية.. لا إلى منتفعين عابرين.. وسنعرج على هذه الملفات في الفترة المقبلة.. ولكن افرحوا بعميدكم اليوم ونموركم والبطولة الاستثنائية العالمية التي تحققت.. بعد مواسم من المعاناة والأخطاء وحروب غير متكافئة.. طريق طويلة قطعها النمور وتبادلوا الحضور وفق خطط المحارب نونو سانتو الذي أرهقنا وأرهقناه.. قسونا حتى على أنفسنا بانتظار الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية التي استعاد فيها العميد هيبته وشموخه.. حاولوا أن يصنفونا ولكن مبدأنا كان واضحا وأهدافنا لم تكن شخصية.. ولم تتجاوز أقلامنا حدود النقد الهادف وتشريح السلبيات ودعم الإيجابيات دون إسقاط أو شخصنة.. ولم نلجأ إلى الانتقاد.. هو الفعل الذي يركز على تصيد الأخطاء ويعد معولا للهدم وانتقاصا من جهود الآخرين.. ولا علاقة له بالإصلاح وتصويب الأخطاء.. وتجاوزنا ردود الأفعال العاطفية والانحياز لطرف وتقديم المصالح الشخصية على المصالح العامة.. كما أننا لم نتملق أو نبحث عن مجد أو علاقات شخصية.. ندعم ونحضر ولا تزال محابرنا مليئة وأقلامنا عصية على الانكسار.. دون أن تغرينا المنافع والمنح والهبات.. ضمائرنا مستيقظة.. نراعي مخافة الله.. ونتوشح عباءة الأخلاق الرفيعة.. نحترم الجميع ونقدر جهود كل من قدم من وقته وماله.. وندرك أن من يعمل لن يسلم من الأخطاء.. نحفز بالمفردات المشجعة ولا نجيد الخطب المنمقة والمنتفعة.. الكيان أمامنا فوق كل اعتبار.. لا ننتظر شكرا أو مقعدا ذهبيا.. متعتنا أن نعيش اللحظة في كثير من الأوقات بجوار الكادحين «الغلابة».. نفرح لفرحهم وتخنقنا العبرة لخذلانهم.. افرحوا لا يزال أمامنا الكثير.. وحسادنا يحيطون بنا.. ولن يفلحوا أمام عميد يعشقه نصف سكان الأرض..