وسؤالي الأول كيف يمكن لصنَّاع القرار تحقيق الفائدة القصوى من هذه التظاهرة التقنية، سواء في الجانب الاتصالي أو التنظيمي؟ بالتأكيد أن حضور العديد منهم في منصات ليب كان له تأثيره، لكن ماذا بعد؟ وهل من الممكن أن تصبح «ليب» بنش مارك للمؤتمرات والأحداث القادمة؟ تنويع المنصات بحد ذاته كان علامة لافتة وتمكين الأصوات والتعددية الثقافية والنوع، أيضاً تمكين الشباب الذي كان واضحاً هنا.
ثانياً عن مجتمع الجامعات والبحث العلمي، ما الذي يمكن أن تستفيده من توصيات ومخرجات الحدث؟ وما حجم الشراكات وشبكات العلاقات التي يمكن أن يتم بناؤها؟ لفت نظري مثلاً حرص مدرسة أطفالي البريطانية على اصطحاب فتيات الثانوية للمعرض، كذلك توفير عدد من الحافلات من جامعات عدة بجانب تبسيط المواصلات واستقطاب المهتمين ورحلات مختارة وبعضها مجانية. والمحك هل ستنعكس هذه الاتجاهات على التخصصات؟ بمعنى هل ستقوم الكليات الإنسانية بإدراج المزيد من التخصصات التقنية؟ في جامعة الملك سعود -على سبيل المثال- نقوم بهذا بالفعل، ويكاد لا يخلو أي برنامج في العلوم الإنسانية والتربوية من تطبيقات الحاسب وتقنيات التعليم، بل داخل كل مقرر نحرص على أن ينتج الطالب مادة كاملة (فيديو، أفلام وثائقية) وغيرها، لكن بالمجمل هناك حاجة ماسة لخلق المزيد من الآفاق للأجيال القادمة.
ثالثاً وأخيراً وهي (الفرد) ومن يختار لنفسه (منصته) وأفقه ومساره، أجد أنه من المهم أن يراجع الإنسان قناعاته التقنية وصفحاته، أن يغير كلمات السر بشكل مستمر، وأن يتوقف عن المشاركة العشوائية، ولعل الدرس الذي يتكرر في ظل الوعي بالأمن السيبراني هو ما أقوله لمن حولي وأكرره (الخصوصية قوة)، نعم أنت اليوم أقوى طالما أنك تنتقي ما تريد نشره ولا تجعل التايم لاين الخاص بك (سبيلاً) للعابرين و(مجلساً) للضيوف. وما بين (سارة) الروبوت السعودي أو صديقتها (صوفيا) فإن الحضور النسائي دائماً مبهج ولكل منهن رسالتها، وحضور المرأة بالتأكيد هو المعنى الأبعد لكل ما سبق ولا عودة للوراء.